وغيره من الاعتبار بمغيب القمر وطلوعه ، هو ما حكاه الشهيد : عن الجعفيّ (١) ، وإنما كرّرنا نقله ليعلم أنها طريقة مألوفة للعلماء والحكماء وإن كانت تقريبيّة لما يعرض للقمر من الإقامة والاستقامة والرجوع ، ولليل والنهار من الطول والقصر والتفاوت بينهما.
وقال بعض فضلاء علماء أهل البحرين والظاهر أنه الشيخ أحمد بن عبد السلام ـ : ( اعلم أن معرفة آناء الليل والنهار وما مضى منها وما بقي ، مقدّمة عظيمة في كثير من العبادات وحقوق الناس المحدودة بالساعات ، لا جرم كان معرفة القوانين الموصلة إليها من أهمّ المهمّات ، بل ربّما كانت من الواجبات ).
وساق ذكر بعض ما يضطرّ الناس إليه في ذلك من العبادات والمعاملات من الإجارات ، وقسمة المياه والمهاياة والآجال وغير ذلك ، ثمّ قال : ( فنقول : أمّا معرفة آناء النهار والقدر الماضي منه والباقي ، فله قانون نظمه بعض أهل العلم ، فقال :
وإن أردت ما مضى وما بقى |
|
من النهار بالحساب الأوفقِ |
فاعمد إلى عود كقدر الشبرِ |
|
وانصبه نصباً واستعن بالصبرِ |
ثم أرصد الظلَّ إلى ما ينتهي |
|
بالعُود قدِّره على ما ينبغي |
فما انتهى ذاك إلى التعديدِ |
|
فزد عليه مثل قدر العودِ |
وألقِ منه ظلَّ نصف يومكْ |
|
فإن في ذاك كمالَ أمركْ |
فما بقي فاقسم عليه وهنا |
|
اثنين معْ سبعين حتّى يفنى |
وافهم إذا قسَمت باب المخرجِ |
|
فتلك ساعات صحيح المخرجِ |
فهي إذا كان النهار مقبلا |
|
فقد مضى أوَّلا فأوّلا (٢) |
وهي إذا كان النهار مدبرا |
|
فقد مضى آخرا فآخرا (٣) |
__________________
(١) الذكرى : ١٢٥ ( حجريّ ).
(٢) كذا ، العجز غير موزون.
(٣) كذا ، العجز غير موزون.