وفي البحار : وجدت في بعض الكتب القديمة هذه الرواية فأوردتها بلفظها ، ووجدتها أيضاً في كتاب ذكر الأقاليم والبلدان والجبال والأنهار والأشجار مع اختلاف يسير في المضمون ، وساق الرواية ، وهي طويلة ، وقال في آخرها : إِنّما أوردت هذه الرواية لاشتهارها بين الخاصّة والعامّة ، وذكر الصدوق وغيره من أصحابنا أكثر أجزائها بأسانيدهم في مواضع. إلى آخره.
وصدر الرواية مسائل عبد الله بن سلام وكان اسمه أسماويل ، فسمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : عبد الله. عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال : لمّا بعث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر عليّاً عليهالسلام أن يكتب كتاباً إلى الكفّار ، وإلى النصارى ، وإلى اليهود ، ثم ذكر كتابه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يهود خيبر ، وأنّهم أتوا إلى شيخهم ابن سلام وأخبروه ، وانه استخرج من التوراة ألف مسألة وأربعمائة مسألة وأربع مسائل من غامض المسائل ، وأنه أتى إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا بن سلام جئتني تسألني عن ألف مسألة وأربعمائة مسألة وأربع مسائل نسختها من التوراة ، فنكس عبد الله بن سلام رأسه ، وبكى ، وقال : صدقت يا محمّد ، ثم أخذ في السؤال.
وفي آخر الخبر ، قال : امدد يدك الشريفة ، أَنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنك لرسول الله ، وإن الجنّة حقّ ، والميزان حقّ ، والحساب حقّ ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، فكبّرت الصحابة عند ذلك ، وسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الله بن سلام (١).
__________________
(١) بحار الأنوار ٦٠ : ٢٤١ ٢٦١.