قال : قلت له : إِنّي لا ألقاك إلاّ في السنين ، فأخبرني بشيء آخذ به ، فقال : أوصيك بتقوى الله ، والورع ، والاجتهاد ، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه (١).
وفي التهذيب بإسناده : عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن وقت صلاة الظهر في القَيْظ فلم يجبني ، فلمّا كان بعد ذلك ، قال لعمرو بن سعيد بن هلال : انَّ زرارة سألني عن وقت صلاة الظهر في القَيْظ فلم أخبره ، فحرجت (٢) من ذلك ، فاقرأه منّي السلام ، وقل له : إذا كان ظلّك مثلك فصلّ الظهر ، وإذا كان ظلّك مثليك فصل العصر (٣).
ولا يخفى أن مبلّغ الأحكام منهم لا يكون غير الثقة ، ولذا قال شارح المشيخة : روى الشيخ في الموثق ما يدل على توثيقه في باب الأوقات (٤).
هذا ومن جعله فطحيّاً فهو لظنّه اتحاده مع المدائني (٥). وهو فاسد ، مع عدم ثبوته فيه أيضاً (٦).
__________________
(١) الكافي ٨ : ١٦٨ / ١٨٩ ، من الروضة.
(٢) حَرِج : أي ضَيِّقُ الصّدر ، تهذيب اللغة ٤ : ١٣٧ حرج ـ.
(٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٢ / ٦٢.
(٤) روضة المتقين ١٤ : ٤٠٣.
(٥) كما قال به المحقق في المعتبر ١ : ٥٨ ، وتبعه العلاّمة في المختلف ، والشهيد في الذكرى : ١٠.
(٦) الظاهر أن عمرو بن سعيد المدائني فطحياً كما صرّح به الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ٢١٢ ، عند ذكره طرف من أخبار سفراء الغيبة في ترجمة أيوب بن نوح بن دراج.