وإيمانه ، وخلوصه ، ومعرفته ، وبراءته من أعدائه عليهالسلام.
وأمّا الثاني : ففي البحار ، عن مقتل السيّد محمّد بن أبي طالب ، في سياق سير أبي عبد الله عليهالسلام إلى كربلاء بعد لقائه الحرّ ، قال : ثم أقبل الحسين عليهالسلام إلى أصحابه ، فقال : هل فيكم أحد يعرف الطّريق على غير الجادّة؟ فقال الطّرماح : نعم يا ابن رسول الله ، أنا أخْبَرُ الطّريق ، فقال الحسين عليهالسلام : سِرْ بين أيدينا ، فسار الطّرمَّاحُ واتّبعه الحسين عليهالسلام وأصحابه ، وجعل الطرّمِاحُ يرتجز ويقول :
(يَا نَاقَتِي لَا تَذْعُرِي مِنْ زَجْرِي) |
|
.. الأبيات(٢) (١) |
وفي مقتل أبي مخْنَف : قال الطّرمَّاحُ بن عَدِي رحمهالله : كنت في القتلى ، وقد وقع فيّ جراحات ، ولو حلفت لكنت صادقاً : إنّي كنت غير نائم إذْ أقبل عشرون فارساً وعليهم ثياب بيض يفوح منها المسك والعنبر ، فقلت في نفسي : هذا عُبيدُ الله بن زياد قد أقبل يريد جثّة الحسين عليهالسلام ليمثّل بها. فجاؤا حتى صاروا قريباً منه ، فتقدم رجل إلى جثّة الحسين عليهالسلام وأجلسه قريباً منه ، فأومى بيده إلى الكوفة ، وإذا بالرأس قد أقبل (٣) ، الخبر.
__________________
(٢) بحار الأنوار ٤٤ : ٣٧٨.
(١) وبعده :
وَامْضِي بِنَا قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ
إلى أنْ يقول فيها :
يَا مالِكَ النَّفْع مَعاً والنصْرِ |
|
أيِّدْ حُسَيْناً سَيِّدي بالنَّصْرِ |
عَلى الطُّغَاةِ من بَقَايا الكُفْرِ |
|
عَلى اللعِينَيْنِ سَلِيلَيْ صَخْرِ |
يَزِيدَ لَا زَالَ حَلِيفَ الخَمْرِ |
|
وَابْنِ زيادٍ عَهْرٍ ابْن العَهْرِ |
(٣) مقتل الحسين عليهالسلام : ١٥٧.