فقام إليه عبد الله بن مسلم (١) بن سعيد الحضرمي فقال : أيّها الأمير ، إنّ هذا الّذي (٢) أنت عليه من رأيك إنّما هو رأي المستضعفين.
فقال له النعمان بن بشير ، يا هذا ، والله لأن أكون مستضعفاً (٣) في طاعة الله تعالى أحبّ إليَّ من أن أكون من الغاوين في معصية الله ، ثمّ نزل عن المنبر ودخل القصر ، فكتب عبد الله بن مسلم (٤) إلى يزيد لعنه الله :
[ بسم الله الرحمن الرحيم ] (٥)
لعبد الله يزيد أمير المؤمنين من شيعته من أهل الكوفة.
أمّا بعد :
إنّ مسلم بن عقيل قدم الكوفة ، وقد بايعته الشيعة للحسين عليهالسلام وهم خلق كثير ، فإن كانت لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلاً قويّاً ينفّذ فيا أمرك ، ويعمل فيها كعملك في عدوّك ، فإنّ النعمان بن بشير ضعيف أو هو مستضعف (٦) ، والسلام.
وكتب إليه عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وعمر بن سعد بن أبي وقّاص بمثل ذلك ، فلمّا اجتمعت الكتب عند يزيد لعنه الله دعا بغلام كان لأبيه يقال له سرجون فأعلمه بما ورد عليه ، فقال له : أُشير عليك بما تكره.
____________
١ ـ في المقتل : فقام إليه مسلم.
٢ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : الحضرمي أيّها انّها الّذي.
٣ ـ في المقتل : والله لئن أكوننّ من المستضعفين.
٤ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : سعيد.
٥ ـ من المقتل.
٦ ـ في المقتل : يتضعّف.