فصل
ولمّا أخزى الله تعالى يزيد الفاجر بما فعل ، وطالت عليه الألسن لمّا حصل ما حصل ، ولامه من حضر من أماثل الصحابة وأرباب الملك ، وشاع في الآفاق فضيع ظلمه وفتكه ، وخشي الفتنة على نفسه وملكه ، ركن إلى الاعتذار ، ولجأ إلى الانكار ، وأنّى له ذلك وقد زلّت القدم ، وحلم الادم ، وجلّت الرزية ، وعظمت البليّة ، وثلم في الإسلام ثلمة لا تسدّ ، ووقعت فتنة لا تردّ ، أشير إليه بتعظيم آل محمد وردّهم ، وإشخاصهم إلى مدينة جدّهم ، فأظهر لسيّد العابدين تكرمة وتبجيلاً ، وسرّحه سراحاً جميلاً.
روي أنّ اللعين لما خشي شقّ العصا ، وحصول الفتنة ، أخذ في الاعتذار ، والانكار لفعل ابن زياد ، وإبداء التعظيم والتكريم لعليّ بن الحسين عليهالسلام ، ونقل نساء رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى داره الخاصّة ، وكان لا يتغدّى ولا يتعشّى إلّا مع سيّدنا سيّد العابدين عليهالسلام ، وكل من كان حاضراً من الصحابة والتابعين والأجلّة وبني اُميّة أشاروا عليه لعنه الله بردّ (١) حرم رسول الله والاحسان إليهم ، والقيام بما يصلحهم ، فأحضر سيّدنا عليّ بن الحسين ، وقال : إنّي كنت قد وعدتك بقضاء ثلاث حاجات فاذكرها لي لأقضيها.
__________________
١ ـ بردّهم ـ خ ل ـ.