ورأيت حديثاً أنّ وهب هذا كان نصرانّياً ، فأسلم [ هو واُمّه ] (١) على يد الحسين عليهالسلام ، فقتل في المبارزة أربعة وعشرين رجلاً واثني عشر فارساً ، ثمّ أُخذ أسيراً ، فاُتي به عمر بن سعد ، فقال : ما أشدّ صولتك؟ ثمّ أمر فضربت عنقه ، ورمى براسه إلى عسكر الحسين عليهالسلام ، فأخذت اُمّه الرأس فقبّلته ، ثمّ رمت بالرأس إلى عسكر ابن سعد فأصابت به رجلاً فقتلته ، ثمّ شدّت بعمود الفسطاط فقتلت [ به ] (٢) رجلين.
فقال لها الحسين : ارجعي يا اُمّ وهب ، أنت وابنك مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في الجنّة ، فإنّ الجهاد مرفوع عن النساء ، فرجعت وهي تقول : إلهي لا تقطع رجائي.
فقال لها الحسين عليهالسلام : لا يقطع الله رجاءك اُمّ وهب.
ثمّ برز من بعده عمرو بن خالد الأزدي ، وهو يقول :
اليوم يا نفس إلى الرحمـن |
|
تمضين بالروح وبالريحان |
اليوم تجزين على الاحسان |
|
قد كان منك غابر الزمـان |
ما خطّ في اللوح لك الديّان |
|
لا تجزعي فكلّ حيّ فـان |
والصبر أحظى لك بالأمان (٣)
ثمّ قاتل حتّى قتل رضي الله عنه.
____________
١ و ٢ ـ من المقتل.
٣ ـ روى الرجز الأخير في المقتل هكذا :
ما خطّ باللوح لدى
الديّان |
|
فاليوم زال ذاك
بالغفـران |
لا تجزعي فكلّ حيّ
فان |
|
والصبر أحظى لك
بالأمان |