فصل
في ذكر وفاته عليهالسلام
لمّا تمّت من إمرة معاوية عشر سنين عزم على البيعة لابنه يزيد لعنه الله ، ولم يكن أثقل عليه من الحسن عليهالسلام وسعد بن أبي وقّاص ، فأرسل بما دسّه لسعد بن أبي وقّاص فقتله به ، ثمّ أرسل إلى ابنة الأشعث : انّي اُزوّجك من ابني يزيد على أن تسمّي الحسن ، وبعث إليها بمائة ألف درهم ، ففعلت وسمّته ، فسوّغها المال ولم يزوّجها من يزيد ، فتزوّجها رجل من بني طلحة فأولدها ، فكان إذا جرى كلام عيّروهم وقالوا : يا بني مسمّمة الأزواج. (١)
كتاب الأنوار : قال : إنّه عليهالسلام قال : لقد سقيت السمّ مرّتين وهذه الثالثة.
كتاب روضة الواعظين : إن الحسن عليهالسلام قال : لقد سقيت السمّ مراراً ما سقيت مثل هذه المرّة ، لقد تقطّعت كبدي قطعة قطعة فجعلت اقلبها بعود معي ، ثمّ قال للحسين عليهالسلام : يا أخي إنّي مفارقك ولاحق بربي ، وقد سقيت السمّ ، ورميت بكبدي في الطشت ، وإنّي لعارف بمن سقاني ، ومن أين دهيت ، وأنا اُخاصمه إلى الله سبحانه.
____________
١ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٤٢ ، عنه البحار : ٤٤/١٥٥ ح ٢٥ وعن الارشاد للمفيد : ١٩٢.