فقال له الحسين عليهالسلام : فمن سقاكه؟
قال : ما تريد منه؟ أتريد أن تقتله؟ إن يكن هو هو فالله أشدّ نقمة منك ، وإن لم يكن هو فما اُحبّ أن يؤخذ ( بي ) (١) بريء ، فبحقّي عليك إن تكلمت بكلمة واحدة ، وانتظر ما يحدث الله فيّ.
وفي خبر : بالله اقسم عليك إن تهريق في أمري محجمة دم. (٢)
وحكي أنّ الحسن عليهالسلام لما أشرف على الموت قال له الحسين عليهالسلام : اريد أن أعلم حالك يا أخي.
فقاله له الحسن : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا يفارق العقل منّا أهل البيت ما دامت الروح فينا ، فضع يدك في يدي حتّى إذا عاينت ملك الموت أغمزيدك ، فوضع يده في يده ، فلمّا كان بعد ساعة غمز يده غمزاً خفيفاً ، فقرب الحسين اذنه من فمه ، فقال : قال لي ملك الموت : أبشر فإنّ الله عنك راض وجدّك شافع. (٣)
وكان الحسن عليهالسلام أوصى بأن يجدّد عهده عند جدّه ، فلمّا مضى لسبيله غسّله الحسين وكفّنه وحمله على سريره ، فلمّا توجّه بالحسن إلى قبر جَدّه صلىاللهعليهوآله أقبلوا إليه بجمعهم وجعل مروان يقول : يا ربّ هيجا هي خير من دعة ، أيدفن عثمان في اقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبيّ؟ أمّا لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف.
فبادر ابن عبّاس وكثر المقال بينهما حتّى قال ابن عبّاس : ارجع من حيث
____________
١ ـ من المناقب.
٢ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٤٢ ، عنه البحار : ٤٤/١٥٨ ح ٢٨.
٣ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٤٣ ، عنه البحار : ٤٤/١٦٠ ح ٢٩.