ومن حقدهم مكنوناً ، وأطلع الله وليّه على ما دبّروا ، وحاق بهم سيّئات ما مكروا ، فمال صلوات الله عليه إلى إظهار الهدنة ، وإطفاء الفتنة ، لعدم الناصح ، وقلّة المناصح ، وحقناً لدماء ذرّيّته وذويه ، وظنّاً بالمخلصين من شيعته وشيعة أبيه ، وعاد إلى حرم جدّه وقد حصّل ما حصّل ، وعاد بدار الهجرة وهو أعلم بما فعل ، كلّ ذلك وابن هند يدبّر في إهلاكه ، وينصب له أشراك كفره وإشراكه ، حتّى قضى صلوات الله عليه شهيداً سعيداً ، مظلوماً مسموماً ، قد انتهكت حرمة الرسول بانتهاك حرمته ، وعظمت مصيبة البتول لعظم مصيبته.
يا خير مبعوث وأكرم مرسل |
|
أضحى لدين الحقّ فينا شارعا |
لو أنّ عينك عاينت بعض الّذي |
|
ببنيك حلّ لقد رأيت فظائعا |
أمّا ابنك الحسن الزكيّ فإنّه |
|
لمّا مضيت سقوه سمّاً ناقعا |
ففروا به كبداً لديك كريمة |
|
منه وأحشاءً له وأضالعا |
وسقوا حسيناً في الطفوف على الظما |
|
كأس المنيّة فاحتساها جارعا |
قتلوه عطشاناً بعرصة كربلا |
|
وسبوا حلائله وخلف ضائعا |