ويحك يا يزيد ، أتنكت بقضيبك ثغر الحسين؟ لقد أخذ قضيبك هذا من ثغره مأخذاً ، أشهد لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ، ويقول : إنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، قتل الله قاتلكما ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً ، أمّا أنت يا يزيد لتجيء يوم القيامة وعبيدالله بن زياد شفيقك ، ويجي هذا وشفيقه محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فاُخرج سحباً.
وقيل : إنّ سمرة بن جندب صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا رأى يزيد يقلّب ثنايا الحسين عليهالسلام قال : يا يزيد ، قطع الله يدك ارفع قضيبك ، فطال ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلثم هاتين الشفتين ، ولم يكن أحد من أكثر الناس في جميع الآفاق راضياً بفعله فلذلك أبدى الاعتذار ، وركن إلى الانكار ، خوفاً أن يفتق عليه فتق لا يرتق ، وأن ينفتح عليه باب من الشرّ لا يغلق ، فاعتذر وأنّى له الاعتذار ، ولم يكن له موافقاً على فعله وكفره إلّا أهل القرية الظالم أهلها ـ أعني شبيهة سدوم المؤتفكة ، والطائفة الجاهلة المشركة أهل بلدة دمشق الشام فإنّهم ارتضعوا ثدي النفاق (١) من أخلاف أسلافهم ،
____________
١ ـ في « ح » :
روي أنّ اُمّ الحجّاج بن يوسف قاتل السادات والحجّاج ولدته مشوّهاً لا دبر له فاثقب له دبر ، وأبي أن يقبل الثدي من اُمّه وغيرها فأعياهم أمره.
وفي الحديث انّ إبليس تصوّر لهم بصورة حارث بن كلدة زوج اُمّه الأوّل ، فقال : اذبحوا له تيساً والعقوه من دمه ، واطلوا به وجهه وبدنه كلّه ، ففعلوا به ذلك فقبل الثدي ، فلهذا لا يقدر يصبر عن سفك الدماء ، وكان ... لذاته سفك الدم وارتكاب اُمور لا يقدر عليها غيره ، واحصر من قتل بأمره سوى من قتل في حروبه فكانوا مائة ألف وعشرين ألفاً ، ووجد في سجنه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف مرأة لم يجب على أحد منهم حدّ ولا قطع ، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد ؛ وقيل لو جاءت كلّ اُمّة بفساقها وخبيثها وجي بالحجّاج وحده لزاد عليهم كفراً ونفاقاً. انتهى