وجبلت على بغض أهل البيت طينتهم.
ولقد اُلقي على لساني من فيض فكري وجناني كلمات قصدتهم فيها بلعني وزجري ، ووجّهت إليهم مطايا ذمّي في نثري ، وأشرت إليهم بتعنيفي ، وخاطبتهم بتأفيفي ، أبعدهم الله من رحمته ، وأحلّ بهم أليم عقوبته.
أيّها الأُمّة المغرورة برتبة دنياها ، الكفورة بنعمة مولاها ، المنكرة معادها ومبدأها ، المنهمكة بطغواها في غيّها ، المارقة بسعيها وبغيها ، الجاحدة نصّ نبيّها ، المنكرة فضل وليّها ، السالكة نهج شركها ، الحائرة في ظلمة شكّها.
يا أتباع أحزاب الشيطان ، ويا نصّاب أنصاب الأوثان ، ويا شيعة آل أبي سفيان ، ويا صحبة الشجرة الملعونة في القرآن ، يا من لم يؤمنوا منذ كفروا ، ولم يؤتمنوا منذ غدروا ، ألمع لهم شراب الباطل فوردوه ، وظنّوه شراباً فلم يجدوه ، ونعق بهم ناعق الظلم فأطاعوه ، وبرق لهم بارق البغي فاتّبعوه ، ولمع لهم علم الضلالة فأمّوه ، وبدا لهم طريق الجهالة فسلكوه ، لما كذبهم رائدهم ، وأضلّهم قائدهم ، أردتهم آراؤهم ، وقادتهم أهواؤهم ، إلى النّار الموصدة ، والعمد الممدّدة ، لا جرم من كان ابن الباغية دليله ، ونجل النابغة قبيله ، كان جزاؤه من عذاب الله جزاء موفوراً ، وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً.
ويلكم ألم يأتكم نبأ الّذين راموا محق شمس الاسلام في احدهم وبدرهم ، وإطفاء مصابيح الايمان بأحزابهم وقهرهم؟ ألم يكونوا لقائدكم آباء ولنبيّكم أعداء؟ أليست اُمّه آكلة أكباد الصدّيقين؟ أليس أبوه قائد أحزاب المشركين؟ الّذي لعنه وآباه وابنه الرسول الصادق في قوله صلىاللهعليهوآله : اللّهمّ العن الراكب والقائد والسائق؟ أليست عمّته حمّالة الحطب الّتي تبَّ الله يدها ويد بعلها أبي لهب؟ يا ويلكم أضلّكم الشيطان فأزلّكم ، وزين لكم بغروره