المجلس السابع
في مسير الحسين عليهالسلام إلى العراق
ومن تبعه من أهله وإخوانه وبني أخيه
وبني عمّه صلوات الله عليهم أجمعين
الخطبة
الحمد لله الوفيّ وعده ، العليّ مجده ، الغالب جنده ، العامّ رفده ، لا راد لحكمه ، ولا مغيّر لعلمه ، المبدع المصّور ، والمخترع المقدّر ، الظاهر لخلقه بخلقه ، والشامل لهم بلطفه ورزقه ، حجب أفكارهم عن تصوّر كماله ، وردع ابصارهم عن إدراك جلاله ، وتجلّى لأوليائه بشواهد حكمته ، وظهر لقلوبهم ببدائع صنعته ، فانقادت قلوبهم بأزمّة التوفيق إلى مقام عرفانه ، ووردوا مناهل التحقيق من فيض لطفه وإحسانه ، وشربوا بالكأس الروّية من شراب عنايته ، ووقفوا على قدم الصدق في مقام طاعته.
فأشرق نور الحقّ على مرايا قلوبهم فطاح وجودهم في شهودهم ، لمّا عاينوا من بهجة محبوبهم ، فأصبحت قلوبهم بأنوار عرفان جلال مبدعهم مشرقة ، ونفوسهم بالملكوت الأعلى من حصون صانعهم متعلّقة ، فأطلعهم سبحانه على أسرار الصفيح الأعلى ، وأراهم لما أعدّ للمجاهدين في سبيله في ذلك المقام الأسنى ، من منازل مونقة ، وحدائق مغدقة ، وأنهار متدفّقة ، وحسان