سيفه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس معذرة إليّ وإلى (١) من حضر من المسلمين ، إنّي لم أقدم إلى هذا البلد حتّى أتتني كتبكم ، وقدمت عليَّ رسلكم أن أقدم إلينا فإنّه ليس علينا إمام ، فلعلّ الله يجمعنا بك على الهدى ، فإن كنتم على عهدكم فقد جئتكم ، فإن تعطوني ما أطمئنّ إليه وأثق به من عهودكم ومواثيقكم أدخل مصركم معكم ، وإن لم تفعلوا وكنتم كارهين لقدومي انصرفت على المكان الّذي جئت منه ، والسلام.
فقال له الحرّ : أمّا والله ما ندري بهذه الكتب الّتي تقول.
فقال : يا عقبة (٢) بن سمعان ، أخرج الخرجين وأخرجها ، فنشر الكتب بين يديه.
فقال الحرّ : لسنا من هؤلاء.
وإذا بكتاب قد ورد من الكوفة من عبيد الله بن زياد إلى الحرّ :
أمّا بعد :
يا حرّ ، فإذا أتاك كتابي فجعجع بالحسين ولا تفارقه حتّى تأتيني به ، فإنّي قد أمرت رسولي أن يلازمك فلا يفارقك حتّى تأتيني بإنفاذ أمري إليك ، والسلام.
فلمّا قرأ الكتاب بعث إلى بقاية من أصحابه (٣) فدعاهم ، ثمّ قال : ويحكم قد ورد عليَّ كتاب هذا اللعين ابن زياد يأمرني أن أقدم على الحسين بما يسوء
____________
١ ـ في المقتل : معذرة إليكم اُقدّمها إلى الله وإلى.
٢ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : عتبة.
٣ ـ في المقتل : إلى ثقات أصحابه.