حيّ من بني أسد بالقرب منّا أفتأذن لي بالمصير إليهم [ الليلة ] (١) فأدعوهم إلى نصرتك ، فعسى الله أن يدفع بهم الأذى عنك؟
قال : قد أذنت لك ، فخرج حبيب إليهم في جوف الليل مستنكراً مستعجلاً حتّى أتى إليهم فعرفوه أنّه من بني أسد ، فقالوا : ما حاجتك ، يا ابن عمّنا؟
فقال : إنّي قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم ، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت نبيّكم فإنّه في عصابة من المؤمنين ، الرجل منهم خير من ألف رجل ، لن يخذلوه ، ولن يسلّموه بيد أعدائه (٢) وهذا عمر بن سعد قد أحاط به ، وأنتم قومي وعشيرتي ، وقد أتيتكم بهذه النصيحة ، فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة (٣) ، فإنّي اُقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابراً محتسباً إلاّ كان رفيقاً لمحمد صلىاللهعليهوآله في علّيّين.
قال : فوثب إليه رجل من بني أسد يقال له عبد الله بن بشر ، فقال : أنا أوّل من يجيب إلى هذه الدعوة ، ثمّ جعل يرتجز [ ويقول ] (٤) :
قد علم القوم إذا تواكلوا (٥) |
|
وأحجم الفرسان أو تثاقلوا (٦) |
أنّي شجاع بطل مقاتل (٧) |
|
كأنّني ليث عرين باسل |
____________
١ ـ من المقتل.
٢ ـ في البحار : ولن يسلّموه أبداً.
٣ ـ في المقتل : وحسن ثواب الآخرة.
٤ ـ من البحار.
٥ ـ في المقتل : تناكلوا.
٦ ـ في المقتل : إذ تناضلوا.
٧ ـ في المقتل : إنّي الشجاع البطل المقاتل.