وبعد موته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين ، وأبنائه المعصومين ، صلاة زاكية نامية إلى يوم الدين.
[ الاستغاذة ]
وهذه الاستغاثة الّتي توسّلت واستعنت إلى الله بها.
اللّهمّ يا من عرشه مجيد ، وبطشه شديد ، وأخذه مبيد ، وعدله مديد ، ويا قاصم كلّ جبّار عنيد ، وهاضم كلّ ختّار مريد ، ويا ناصراً من استنصر بعزيز سلطانه ، ويا قاهراً من تجبّر ... (١) وعدوانه ، ويا جابراً قلوباً كسرتها عوامل المسرفين من أعدائه ، ويا رافعاً نفوساً خفضتها مواضع المتجبّرين على أوليائه ، ويا من فتح باب الدعاء لمن وجّه مطايا حوائجه إليه ، ويا من تكفّل بإجابة من توكل في كشف حوائجه عليه ، أو يضام أولياؤك ولك الخلق والأمر؟ أم يهظم أصفياؤك وبيدك الحكم والقهر؟ أم تتجرّى كفرة كتابك على المنقطعين إليك؟ أم تتجرّى فجرة عبادك أذى من ألقى كَلّه عليك؟
حاشا مجدك الّذي لا يضام ، وجدّك الّذي لا يرام ، وبطشك الّذي لا يطاق ، وملكك الّذي لا يُحاق ، أن تغلق أبواب فضلك عمّن أمّ ذراك ، أو تقطع أسباب عدلك ممّن لم يجد له سواك ، أو أن تفكّك أنامل رجاء من استمسك بمتين حبلك ، أو أن تخيّب دعاء من التزم بوثيق عدلك ، وأن تجبه بالودّ من بذل ماء وجهه لمسألتك ، وأن تقنط بالمنع من وصف ظلامته لعالي حضرتك.
سبحانك خلقتَ طاغوتاً من عبادك (٢) ، وممدت له مدّاً ، وآتيته من كلّ
__________________
١ ـ حُذف من الأصل مقدار كلمة واحدة نتيجة ترميم للنسخة ، وتقديرها : ببطشه ، أو ببغيه ، أو ...
٢ ـ وردت في « ح » هذه الأبيات :