شيء ، وعددت له عدّاً ، لم تؤته ما أتيته ليكفر نعماك ، ولم تعطه ما أعطيته ليغبط آلاءك ، بل ليقيم شعائر شريعة دينك القويم ، ويحيي معالم سنّة رسولك الكريم ، وأن يحفظ نبيّك في ذرّيّته ، ويخفض جناحه لاُمّته.
فغرّته الحياة الدنيا بزينتها ، وفتنته الدار الفانية بزهرتها ، فنسي ميثاقك المأخوذ عليه ، ونبذ كتابك المنزل إليه ، وتقوّى برزقك على ظلم عبادك ، واستعان ببرّك على الافساد في بلادك ، واتّخذ أموالك دولاً ، وعبادك خولاً ، واباح الأموال المحرّمة ، وأراق الدماء المحترمة ، ولم يترك لنبيّك رحماً إلا قطعها ، ولا وصيّة إلّا ضيّعها ، ولا مؤمناً إلّا آذاه ، ولا مجرماً إلّا آواه.
يتنمس بالاسلام والالحاد دينه ، ويندلس بالايمان والنفاق قرينه ، ... (١) الأسفار بين يديه رياء وسمعة ، قد أعمى الله بصره ... (٢) ، يزعم أنّه علّامة زمانه بالكتاب والسنّة ، وهو عند التحقيق أضلّ من الحقّة والمسنّة ، إذ لو عضَّ على العلم بضرس قاطع ، واستضاء من الحقّ بشهاب ساطع ، لم يتّخذ ظلم المؤمنين شعاراً ، ولا أذى المتّقين دثاراً ، ولا الكبر جلباباً ، ولا العجب نقاباً ، ولا الفجرة أصحاباً ، ولا الغدرة أبواباً ، بل كانت الدنيا في عينه أهون من قمامة ، وأحقر من قلامة.
____________
قام الخليفة من
بني العبّاس |
|
بخلاف أمر إلهه في
الناس |
ضاهى بهتك حريم آل
محمد |
|
سفهاً فعال اُميّة
الأرجاس |
والله ما فعلت
اُميّة فيهم |
|
معشار ما فعلوه
بنو العبّاس |
ما قتلهم عندي
بأعظم مأثماً |
|
من حرقهم من بعد
في الأرماس |
وهذه الأفراد لهبة الله الشاعر.
١ ـ في الأصل بياض ، وتقديره : يجعل.
٢ ـ في الأصل بياض ، وتقديره : وأصمّ سمعه.