المجلس السادس
في ذكر مقامات أذكر فيها ما تمّ على الحسين عليه
السلام بعد موت معاوية عليه اللعنة والعذاب ، وذكر
ولاية يزيد عليه من الله ما يستحق من العذاب
المهين أبد الآبدين إلى يوم الدين ، وغير ذلك من
رسائل صدرت إليه عليهالسلام من مواليه
ومخالفيه ، وما أجاب عنها ، صلوات الله وسلامه
عليه ، وعلى آبائه الطاهرين ، وأبنائه المنتجبين.
الخطبة
الحمد لله الّذي جعل البلاء موكّلاً بأنبيائه وأوليائه ، والابتلاء وسيلة لهم إلى اجتبائه واصطفائه ، وكلفهم ببذل الأرواح في جهاد أعدائه ، وشرى منهم الأنفس والأموال بنعيمه الباقي ببقائه ، وربحت تجارتهم لما أوقعوا عقد بيعة ربّهم ، وفازت صفقتهم لما حازوا من الزلفى بقربهم ، وشمّروا عن ساق في سوق عباده إلى طاعته ، وكشفوا عن ساعد الاستنقاذ أنامه من ورطة معصيته ، وتلقوا حر الصفاح بوجوههم وأجسادهم ، وصبروا على مضّ الجراح لاستخلاص الهلكى وإرشادهم ، فأغرى الشيطان سفهاءهم ، وحمل أولياءه على حربهم ،