ثمّ أرسل إلى شبث بن ربعي أن أقبل إلينا فإنّا نريد أن نوجّه بك إلى حرب الحسين ، فتمارض شبث وأراد أن يعفيه ابن زياد ، فأرسل إليه :
أمّا بعد :
فإنّ رسولي خبّرني بتمارضك ، وأخاف أن تكون من الّذين إذا لقوا الّذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزءون (١) ، إن كنت في طاعتنا فأقبل إلينا مسرعاً ، فأقبل إليه شبث بعد العشاء ، لئلّا ينظر الملعون إلى وجهه فلا يرى عليه أثر العلّة ، فلمّا دخل رحّب به وقرّب مجلسه ، وقال : اُحبّ أن تشخص إلى قتال هذا الرجل عوناً لابن سعد عليه.
فقال : أفعل أيّها الامير. (٢)
فما زال يرسل إليه بالعساكر حتّى تكامل عنده ثلاثون ألفاً ما بين فارس وراجل ، ثمّ كتب إليه ابن زياد : إنّي لم أجعل لك علّة في كثرة الخيل والرجال ، فانظر لا اُصبح ولا اُمسي إلاّ وخبرك عندي غدوة وعشيّة ، وكان ابن زياد يستحثّ عمر بن سعد على قتال الحسين عليهالسلام ، وعمر بن سعد يكره ذلك. (٣)
قال : والتأمت العساكر عند عمر بن سعد لستّة أيام مضين من المحرّم (٤) ، وأقبل حبيب بن مظاهر إلى الحسين عليهالسلام ، فقال : يا ابن رسول الله ، هاهنا
____________
١ ـ إشارة إلى الآية : ١٤ من سورة البقرة.
٢ ـ كذا في خ ل الأصل والمقتل ، وفي الأصل : الرجل.
٣ ـ في المقتل : يكرة أن يكون قتل الحسين يده.
٤ ـ في البحار : وكان ابن زياد يستحثّ عمر بن سعد لستّة أيّام مضين من المحرّم.