جسداً بلا رأس تمدّ على الثرى |
|
رجلاً به وتكف اُخرى نازعا (١) |
قيل : لمّا بلغ معاوية موت الحسن عليهالسلام سجد وسجد من حوله ، وكبّر وكبّروا معه ، فدخل عليه ابن عبّاس بعدها ، فقال معاوية : يا ابن عبّاس ، أمات الحسن أبو محمد؟
قال : نعم ، رحمة الله وبركاته عليه وعلى روحه وبدنه ، وبلغني تكبيرك وسجودك ، أمّا والله لا يسدّ جثمانه حفرتك ، ولا يزيد انقضاء أجله في عمرك.
قال : أحسبه ترك صبية صغاراً ولم يترك عليهم كثير معاش.
فقال : إنّ الّذي وكّلهم إليه غيرك ، وكلّنا كنّا صغاراً فكبرنا.
قال معاوية : فأنت تكون سيّد القوم بعده؟
فقال : أمّا وأبو عبد الله الحسين حيّ ، فلا. (٢)
يا ابن بنت المصطفى |
|
وابن الوصيّ المرتضى |
بك حزني ماله |
|
حتى مماتي انقضا |
كان وديّ لو أكن |
|
منك بروحي عوضا |
فيمنّ الله على |
|
رمسك برد ورضا |
وإذا ما مرّ ذكر الواقعة العظمى ، والمصيبة الكبرى ، وما مرّ بعرصة كربلاء بذرّيّة المصطفى ، ففرّغ نفسك ـ أيّها المؤمن ـ لقيام المآتم ، واستفرغ غرب
____________
١ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٤٣ ، زفرات الثقلين : ٢/٧ ، وليس فيهما البيت الأوّل. والأبيات للصقر البصري.
٢ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٤٣