وجدي عليهنّ لا تخمدي ، ويا زفراتي لما نالهنّ لا تبردي ، فلو أنّي نظرت بعيني مسير رواحلهنّ ، وشاهدت عديد سبائهنّ لوضعت أكفّي لأكفّ مطاياهنّ موطئاً ، بل خدّي ، ولبذلت في خلاصهنّ غاية جهدي وجدّي ، ولجاهدت القائد والسائق ، وللعنت الناظر والرامق ، ولاستغثت بصوت يفصح عمّا ضمت عليه جوانحي من غصّتي ، ولناديت بأنّه ينبىء عن عظيم رزيّتي ومصيبتي ، ولحثوت التراب على ترائبي ورأسي ، ولأضرمت الخافقين بتصاعد زفراتي وأنفاسي ، ولشققت قلبي بعويلي إلى جيبي ، ولصدعت الصمّ الرواسخ بنديبي وتحريبي ، منشداً بلسان حالي ، موضحاً عمّا في بالي :
يا طول حزني ويا نحيبي |
|
حزناً على النازح الغريب |
على أجل الورى نجارا |
|
دمعي كالعارض السكوب |
تضرم نار الأسى بقلبي |
|
مأتم في يومه العصيب |
فيا أحشائي بنار حزني |
|
ووجد قلبي عليه ذوبي |
ويا عيوني سحّي بدمع منـ |
|
ـك بفيض الدماء مشوب |
وابنته بين العدى تنادي |
|
هل من مغيثٍ هل من مجيب؟ |