قد هيّأ الله لكم من أمركم |
|
بزروة المقتول ظلماً رشدا |
تصافحون الرسل الكرام |
|
والأملاك في حضرته والشهدا |
صاروا لكم خوان صدق عنده |
|
وهم لكم يوم القيامة شهدا |
أسماؤكم في صحف المجد غدت |
|
معرفة وخبراً ومبتدا |
اُوبوا بخير ما يؤوب وافد |
|
به من الخلق على من وفدا |
وجاهدوا وصابروا ورابطوا |
|
من خالق الحقّ عناداً واغندا |
فطربوا لنغمة الحادي شكراً ، وأظهروا لله حمداً وشكراً ، ولمّا أطربهم بلبل ذلك الدوح بشهيّ نغمته ، وحرّكهم محرّك الحيّ بفصيح كلمته ، أقبلت الملائكة الكرام تزفّهم بأنواع التوقير والتعظيم ، وتبشّرهم بمغفرة من ربّهم ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً إنّ الله عنده أجر عظيم. (١)
حتّى إذا وقفوا بتلك الأعتاب ، وقرعوا ببذل الاخلاص ذلك الباب ، وكشف لهم عن وجه الحبيب النقاب ، وارتفع الحجاب عن ذلك الجناب ، ناداهم ربّ الأرباب ، ومعتق الرقاب : ( أَنِّي لَا اُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ اُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَاُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَاُوذُوا في سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَاُكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَاُدْخَلِنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) (٢) وقيل لهم نيابة عن ربّ العالمين : ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ) (٣).
__________________
١ ـ إقتباس من الآيتين : ٢١ و ٢٢ من سورة التوبة.
٢ ـ سورة آل عمران : ١٩٥.
٣ ـ سورة الحجر : ٤٦.