فقال عبد الله : إن أمرها ليس إليّ ، إنّما أمرها إلى سيّدنا أبي عبد الله الحسين وهو خالها ، فأخبر الحسين بذلك.
فقال : أستخير الله تعالى ، ألّلهمّ وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمد ، فلمّا اجتمع الناس في مسجد رسول الله عليه وآله أقبل مروان حتّى جلس إلى الحسين عليهالسلام وعنده جماعة من الجلّة (١) ، وقال : [ إنّ ] (٢) أمير المؤمنين معاوية أمرني بذلك وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيّين مع قضاء دينه ، واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم ، والعجب كيف يستمهر يزيد وبوجهه يستسقى الغمام ، وهو كفو من لا كفو له؟ فرد خيراً يا أبا عبد الله.
فقال الحسين عليهالسلام : الحمدلله الّذي اختارنا لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه ـ إلى آخر كلامه ـ ، ثمّ قال : يا مروان ، قد قلت فسمعنا ، أمّا قولك : مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدوّنا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله في بناته ونسائه وأهل بيته [ وهو ] (٣) أثنتا عشرة اُوقيّة يكون أربعمائة وثمانون درهماً.
وأمّا قولك : مع قضاء دين أبيها ، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا؟
وأمّا صلح ما بين هذين الحيّين ، فإنّا قوم عاديناكم في الله فلم نكن نصالحكم للدنيا ، فقد أعيا النسب فكيف السبب؟
وأمّا قولك : العجب من يزيد كيف يستمهر؟! فقد استمهر من هو خير من يزيد ، ومن أبي يزيد ، ومن جدّ يزيد.
__________________
١ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : الجهلة.
٢ و ٣ ـ من المناقب.