القادسية ، فأرسل عليه المختار مائة رجل وأحاطوا بقصره ، فخرج منه محمّد بحيث ما رآه أحد ولحق بمصعب بن الزبير ، فعمد المختار إلى داره بالكوفة فهدمها.
وطلب عمرو بن صبيح الصيداني وكان يقول : إني طعنت برمحي يوم عاشوراء وجرحت وما قتلت منهم أحداً ، فأحضر عند المختار وأمر به فطعن بالرماح حتى هلك ، عليه اللعنة.
وتطلب سنان بن أنس الذي كان يدّعي قتل الحسين عليهالسلام فوجدوه قد هرب الى البصرة.
وطلب آخرين من المتهمين بقتل الحسين عليهالسلام فوجدهم قد هربوا إلى البصرة ولحقوا بمصعب بن الزبير ، فامر المختار بهدم دورهم وهكذا صنع بكلّ من هرب من هؤلاء إلى البصرة والجزيرة فهدّمت داره حتى روي أنّه قتل ثمانية عشر ألفاً ممّن شرك في قتل الحسين عليهالسلام.
وأمّا ما كان من أمر حرملة بن كاهل عليه اللعنة قاتل عبدالله الرضيع ، حدّث المنهال بن عمر قال : دخلت على زين العابدين سيدي ومولاي اودّعه وأنا اُريد الأنصراف من مكة ، فقال : يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل؟ فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً وقال : اللّهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللّهمّ أذقه حرّ النار. قال المنهال : ولمّا قدمت الكوفة والمختار بها ، فركبت إليه فلقيته خارجاً من داره ، فقال : يا منهال لم تشركنا في ولايتنا هذه؟ قال : فعرّفته أنّي كنت بمكة ، فمشى حتى أتى الكناس ووقف كأنّه ينتظر شيئاً فلم ألبث أن جاء قوم وهم ينادون : البشرى أيها الأمير ، فقد أخذ حرملة. قال : فجيء به ، فقال له المختار : لعنك الله ، الحمد لله الذي أمكنني منك ، ثم صاح الجزار الجزار ، فأُتي بجزار فأمر بقطع يديه