وأرسل عمر بن سعد ابنه حفص إلى المختار فقال له المختار : أين أبوك؟ قال : في المنزل ، كان لا يجتمعان عند المختار خوفاً من فتكه ، وإذا حضر أحدهما عند المختار غاب الآخر ، فالتفت حفص إلى المختار وقال له : أبي يقول تفي لنا بالأمان. فقال : اجلس ، فجلس عنده حفص ، وطلب المختار أبا عمرة ، وهو كيسان التمار ، وأسرّه أن يمضي إلى عمر بن سعد ويقتله ، وقال له : إذا دخلت عليه وسمعته يقول : يا غلام عليّ بطيلساني فاعلم أنه يريد السيف ، فبادره واقتله ، فمضى أبو عمرة ، وما لبث أن جاء ومعه رأس عمر بن سعد ، فقال حفص : إنّا لله وأنّا إليه راجعون ، فقال له : أتعرف هذا الرأس؟ قال : نعم ولا خير في العيش بعده ، فقال : لا تعيش بعده ، ثم أمر بقتله فقتل واحتزّوا رأسه وجاءوا به إلى المختار فوضعه إلى جنب رأس أبيه عمر بن سعد ، ثم قال المختار : رأس عمر برأس الحسين ورأس حفص برأس علي بن الحسين ، لا والله لأقتلن سبعين ألفاً ، كما قتل يحيى بن زكريا ، ثم التفت إلى من حضر وقال : لو قتلت ثلاثة أرباع أهل الأرض لما وفوا بأنملة من أنامل الحسين عليهالسلام.
قال أرباب السير : وجيء إليه بالعشرة الذين داسوا صدر الحسين عليهالسلام وفي مقدمتهم الأخنس عليه اللعنة ، فقالوا له : يا أمير هؤلاء رضوا جسد الحسين عليهالسلام ، فصاح : اطرحوهم على الأرض واضربوا السكك الحديدية في ايديهم وفي أرجلهم ، ففعلوا ذلك ثم أمروا جماعة من شرطته وركبوا خيولهم وجعلوا يدوسونهم بأرجلها حتى هلكوا جميعاً وقطعت أشلائهم (١).
__________________
(١) (فائدة) روى المرزباني عن جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام أنّه قال : ما اكتحلت هاشمية ولا اختصبت ولا أدهنت ولا رؤي في دار هاشمي دخان حتى قتل عبيدالله بن زياد.=