وروى الكشّي قال : لمّا أتى برأس عبيدالله بن زياد ورأس عمر بن سعد إلى السجاد خر ساجداً وقال : الحمدلله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي وجزى الله المختار خيراً.
نعم أدخلوا الرأسين على السجاد وهو يتغذّى ، وقال هذه المقالة ، ولكن لمّا أدخلوا رأس الحسين على ابن زياد ، كانت معه الاُسارى ، والسجاد آنذاك مقيّد بالحديد ، ومن خلفه عمّاته وأخواته مربّقات بالحبال وهنّ كما قال السيّد جعفر الحلي رحمهالله :
تمسّك باليسرى حشا قلبها |
|
وتعقد باليمنى مكان الخمار |
ولهانة تهتف في قومها |
|
من شيبة الحمد وعليا نزار (١) |
__________________
= من شيرويه الأسواري ، ودفع إليها عبيدالله ، ونشأ بالأساورة ، وكانت فيه لكنة ، ولى لمعاوية خراسان ، ثم ولّى العراقين بعد أبيه ثمان سنين خمسة منها على البصرة فاستجار بمسعود بن عمرو الأزدي ، ثم سار الى الشام فكان مع مروان بن الحكم ، فلمّا ظفر مروان ردّه على العراق فلمّا قرب من الكوفة وجّه إليه المختار إبراهيم الأشتر فالتقوا بقرب الزاب ، فقتل عبيدالله ولا عقب له ، قال البياسي :
أقول وذاك من جزع اُوجد |
|
أزال الله ملك بني زياد |
وأبعدهم بما غدروا وخانوا |
|
كما بعدت ثمود وقوم عاد |
(١) (فائدة) : روى عن الشعبي قال : لم يقتل قط من أهل الشام بعد صفين مثل هذه الوقعة.
(فائدة) اتفق أرباب التاريخ على أنّ هذه الوقعة التي وقعت بالخازر وأسفرت عن قتل ابن زياد كانت يوم العاشر من المحرم.
(فائدة) عن أبي طفيل عامر بن واثلة الكناني قال : وضعت الرؤوس عند السدة بالكوفة وعليها ثوب أبيض فكشفنا عنها الثوب فرأينا حيّة تغلغل في رأس عبيدالله بن زياد ، ونصبت الرؤوس في الرحبة قال عامر : ورأيت الحية تدخل في منافذ رأسه وهو مصلوب مراراً.