المختار إليك وهو يقرؤك السلام ويقول : وقعت هذه الجارية عندنا فاشتريتها وأحببت أن أهديها لكم ، ثم أمرت الجارية فدخلت إلى الحرم وجلست مع نسائنا وانصرف ذلك الرجل ، فأقبل عليها الإمام وقال لها : ما اسمك؟ قالت : حوراء ، فعقد عليها وتزوجها فأولدها زيداً).
وقال بن قولويه : روى بعض أصحابنا قال : كنت عند علي بن الحسين عليهالسلام فكان إذا صلّى الفجر لم يتكلّم حتى تطلع الشمس ، فجاءه ذات يوم مولود ، فبشّروه به بعد صلاة الفجر ، قال : فالتفت إلى أصحابه وقال : ما اُسمّي هذا المولود؟ قال الراوي : فقال كلّ منهم سمّه كذا وكذا ، فقال علي بن الحسين عليهالسلام : عَلَيَّ بالمصحف ، فأتوا به إليه فقبّله ووضعه في حجره ثم فتحه فنظر إلى اوّل السطر من الصفحة اليمنى ، وإذا قوله تعالى : (وَفَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرَاً عَظِيماً) (١) ثم طبقه وفتحه فنظر فيه فإذا في أوّل الصفحة قوله (إِنّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنّ لَهُمُ الْجَنّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٢) ، فقال عليهالسلام ، (هو والله زيد فسمّي زيداً) (٣).
وقال خالد مولى الزبير : دخلت يوماً على علي بن الحسين عليهالسلام فدعا بولده زيد فجاء إليه وكان يومئذ صبياً ، فأقبل إليه يمشي فكبا لوجهه ، فقام علي بن الحسين عليهالسلام وأخذه ووضعه في حجره وجعل يمسح وجهه وهو يقول : (اُعيذك بالله يابني أن تكون زيداً المصلوب بالكناسة ، فمن نظر إلى عورته متعمّداً صلى الله وجهه النار).
__________________
(١) سورة النساء من الآية ٩٥.
(٢) سورة التوبة ١١١.
(٣) ولد زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام بالمدينة بعد طلوع الفجر سنة ست وستّين أو سبع وستّين من الهجرة ، المجدي لأبي الحسن العمري النسّابة.