فأروه إيّاه فرماه بسهم فقتله ، فوهب له محمّد بن سليمان مائة ألف درهم ومائة ثوب.
قال : ولمّا قتل الحسين وأصحابه قطّعوا رؤوسهم وجاؤا بالرؤوس إلى موسى والعباس وسليمان وهي مائة رأس ونيّفاً وبين تلك الرؤوس رأس الحسين بن علي وبجبهته ضربة سيف طولاً وعلى قفاه ضربة اُخرى ، وكان عندهم جماعة من ولد الحسن والحسين وسيّدهم موسى بن جعفر ، فلمّا نظر موسى بن جعفر إلى رأس الحسين بكى وفقيل له : رأس الحسين ، قال : نعم إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً آمر بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله ، ثمّ حلمت الرؤوس والاُسارى إلى الهادي ، وأمر بقتل بعض الاُسارى ، ولمّا بلغ العمري قتل الحسين وهو بالمدينة عمد إلى داره ودور أهله فأحرقها وقبض نخيلهم وجعلها في الصوافي المقبوضة.
أقول لَإن أحرق العمري دار الحسين وأهله فلقد اقتدى بسلفه مع دار فاطمة والذين أحرقوا مضارب الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء حتى فررن منها الهاشميات كالطيور الهاربة من النار.
وحائرات أطار القوم أعينها |
|
رعباً غداء عليها خدرها هجموا (١) |
__________________
(١) من قصيدة عصماء للشاعر المحلق السيد حيدر الحلّي ومطلعها :
إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحمُ |
|
فلا مشت بي في طُرق العُلى قدمُ |