الأربعمائة وما حولها ، فكانت الدرادل (١) تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء ويذري الرماد والتبن في الطرقات ، وتعلق المسوح (٢) على الدكاكين ، ويظهر الناس الحزن والبكاء ، وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتذّ موافقة للحسين حيث قتل عطشاناً.
أقول : وكل هذه القضايا أخبر عنها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سيدة النساء فاطمة يوم ولادة الحسين عليهالسلام حيث جاء النبي إلى بيت فاطمة وقال : عَلَيَّ بولدي الحسين ، فأخذه وجعل ينظر إليه وهو يبكي ، فقالت له فاطمة : يا أبة مالي أراك تنظر إلى ولدي الحسين وتبكي؟ فقال لها : بنية هذا جبرئيل يخبرني أنّ أُمّتي تقتله. فقالت فاطمة : يا أبتاه ومتى يكون ذلك؟ فقال لها : بنية في زمان خال منّي ومنك ومن أبيه أمير المؤمنين وأخيه الحسن. فقالت : أجل ومن يبكي على ولدي الحسين؟ فقال لها : (بنية يقيض الله له شيعة فيبكون على ولدي الحسين ، جيلاً بعد جيل ، وينصبون المأتم والعزاء عليه).
أقول :
يا رسول الله يا فاطمة |
|
يا أمير المؤمنين المرتضى |
عظّم الله لك الأجر بمن |
|
كض أحشاه الظما حتى قضى |
هذا ما تيسر لنا جمعه (الجزء الأول والجزء الثاني) من كتاب (ثمرات الأعواد) ، وترقّبوا كتاب (المطالب المهمة) ملمّ بحياة الأئمّة الإثني عشر يحتوي على مطالب مرتّبة في ولاداتهم وفضائلهم ومناقبهم ووفياتهم وهو مائة مطلب وبالله التوفيق ومنه الأجر ، تم سنة ١٣٩٠.
__________________
(١) الدرادل : الطبول.
(٢) المسموح الكساء من الشعر جمع مسح.