قال : فدنوت من حامل الرأس فقلت له : هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ منّي أربعمائة دينار؟ قال : وما هي؟ قلت : تقدّم الرأس أمام المحامل ففعل ذلك ، ودفعت إليه ما وعدته.
قال الراوي : وجاء شيخ إلى السجاد عليهالسلام وقال : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد منكم وأمكن أمير المؤمنين يزيد منكم ، فقال علي بن الحسين عليهالسلام : يا شيخ هل قرأت القرآن؟ قال : نعم ، فقال عليهالسلام : هل قرأت هذه الآية (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى)؟ قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، قال عليهالسلام : فنحن ذوالقربى ، فهل قرأت هذه الآية (إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟ قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، فقال السجاد عليهالسلام ، نحن أهل البيت الذي خصصنا بآية التطهير ، فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به ، ثم قال : بالله إنكم هم؟ فقال علي بن الحسين عليهالسلام : تالله أنا هم ، فبكى الشيخ ورمى بعمامته ورفع رأسه الى السماء وقال : اللّهم إني أبرء إليك من عدوّ آل محمد من الجنّ والإنس. ثم قال : سيّدي هل لي من توبة؟ فقال علي السجاد عليهالسلام : نعم إن تبت تاب الله عليك ، وأنت معنا ، قال : أنا تائب ، ويروى أنه بلغ ذلك يزيد فأمر بقتله.
قال الراوي : وأنشأ السجاد عليهالسلام يقول :
اُقاد ذليلاً في دمشق كأنّني |
|
من الزنج عبد غاب عنه نصير |
وجدّي رسول الله في كل مشهد |
|
وشيخي أمير المؤمنين أمير |
فياليتني أُمّي لم تلدني ولم أكن |
|
يراني يزيد في البلاد أسير |
وقال الشاعر :
مالي أراك ودمع عينك جامد |
|
أوما سمعت بمحنة السجّاد |
ويصيح وا ذُلّاه أين عشيرتي |
|
وسُراة قومي أين أهل ودادي |
منهم خلت تلك الديار وبعدهم |
|
نعب الغراب بفرقتي وبعاد |