سبحانه حيث يقول : (ثُمّ كَانَ عَاقِبَةَ الّذِينَ أَسَاءُوا السّوءى أَن كَذّبُوا بِآيَاتِ اللّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) (١) أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء أنّ بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة ، وإنّ ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك ، جذلان مسروراً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والامور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلا مهلا لا تطش جهلا ، أنسيت قول الله تعالى (وَلاَ يَحْسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) (٢) أمن العدل يابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوهنّ وصحلت أصواتهنّ ، تحدوا بهنّ الأعداء من بلد الى بلد ، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والدني ليس معهنّ من رجالهنّ ولي ، ولا من حماتهنّ حمي ، وكيف تُرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ، ثم تقول غير متأثّم ولا مستعظم ، داعياً بأشياخك : ليت أشياخي ببدر شهدوا ، منحنياً على ثنايا أبي عبدالله الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، تنكتها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ونجوم الأرض من آل عبدالمطلب ، أتهتف بأشياخك زعمت أنّك تناديهم ، فلتردنّ وشيكا موردهم ولتودّنّ أنّك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت ، اللّهمّ خذ لنا بحقّنا ، وانتقم ممّن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن
__________________
(١) سورة الروم ١٠.
(٢) سورة آل عمران ١٧٨.