بيته ، وأراد أن يدفع عنه هذا الأمر فأفرغ للسبايا داراً من دوره ، وأمر أن تنقل إليها بعد أن حبسهم في تلك الخربة ، وكان الذي دعاه إلى ذلك ، أنّ زوجته هند لمّا علمت بأنّ هؤلاء آل بيت رسول الله ، دخلت عليه وهي تولول قد شقَّت جيبها حاسرة الرأس ، فلمّا رآها على هذا الحال قام إليها وألقى عليها رداءه ، وقال لها : إعولي يا هند وابكي على ابن بنت رسول الله وصريخة قريش ، فقد عجّل عليه ابن زياد فقتله قتله الله ، ثم قال لها : ادخلي الحرم. قالت : والله لا أدخل حتى أدخل بنات رسول الله معي. فأمر يزيد بهنّ إلى منزله وأنزلهنّ في دار من دوره ، فلمّا دخلن الهاشميات استقبلتهنّ نساءآل أبي سفيان ، وقبلن أيديهن وأرجلهنّ وهنّ ينحن ويبكين وألقين ما عليهنّ من الثياب والحلل.
قال الراوي : وأقمنّ المأتم ثلاثة أيّام ، وقيل أقمن المأتم سبعة أيّام وما كان يزيد يجلس على مائدة إلّا ويحضر السجاد عليهالسلام معه.
وذكر السيد في اللهوف : إنّ يزيد قال لعلي بن الحسين يوماً : اذكر لي حاجتك. فقال السجاد عليهالسلام : اُريد منك أوّلاً أن تريني وجه أبي الحسين فأتزوّد منه ، والثانية أن ترد علينا ما أُخذ منّا ، والثالثة إن كنت عازماً على قتلي فوجّه مع هذه النسوة من يردهنّ إلى حرم جدّهنّ. فقال اللعين : أمّا وجه أبيك فلن تراه أبداً ، وأمّا قتلك فقد عفوت عنك ، وأمّا النساء فلا يردهنّ غيرك إلى المدينة ، وأمّا ما اُخذ منكم يوم الطف فأنا اُعوضكم عنه اضعافه. فقال السجاد عليهالسلام ، أمّا مالك فلا نريده ، وهو موفّر عليك وإنّما طلبت ما اخذ منّا لأنّ فيه مغزل جدتي فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ومقنعتها وقلادتها وقميسها.
قال الراوي : فأمر برّد ذلك كلّه.
وقال أرباب المقاتل : وأشار عليه مروان بن الحكم بإرجاعهم إلى المدينة ، فأمر يزيد بن معاوية بالمحامل أن تحضر ، فأُحضرت وبعث على السجاد زين