حذو النعل بالنعل ، ثم قال : خذوني نحو أبيات كوفان.
قال ابن عطية : فلمّا صرنا في بعض الطريق فقال لي : يابن عطية هل اُوصيك وما أظن أنني بعد هذا السفر ملاقيك ، أحبّ محبّ آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما اُحبّهم وأبغض مبغض آل محمّد على ما أبغضهم ، وإن كان صوّاماً قوّاماً ، وارفق بمحبّ آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّه إن تزلّ قدم بكثر ذنوبهم ، ثبتت أخرى بمحبتهم ، فأنّ محبّهم يعود إلى الجنة ومبغضهم يعود إلى النار.
ويروى في بعض المقاتل ، قال ابن عطية : بينا نحن بالكلام وإذا بسواد قد أقبل علينا ومن ناحية الشام ، قفلت : يا جابر إني أرى سواداً عظيماً مقبلاً علينا من ناحية الشام ، فالتفت جابر إلى غلامه ، وقال له : انطلق وانظر ما هذا السواد ، فإن كانوا من أصحاب عبيدالله بن زياد ارجع إلينا حتى نلتجأ إلى مكان ، وأن كان هذا سيّدي ومولاي زين العابدين أنت حرّ لوجه الله. فانطلق الغلام بأسرع من أن رجع إلينا وهو يلطم وجهه وينادي : قم يا جابر واستقبل حرم الله وحرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهذا سيدي ومولاي علي بن الحسين عليهالسلام قد أقبل بعمّاته وأخواته ليجدّدوا العهد بزيارة الحسين عليهالسلام. فقام جابر ومن معه واستقبلوهم بصراخ وعويل ، يكاد الصخر أن يتصدّع منه ، ولمّا دنى من الإمام انكب على قدميه يقبّلهما وهو يقول : سيّدي عظّم الله لك الأجر بمصاب أبيك الحسين ، وعظّم الله لك الأجر بعمومتك واخوتك. فقال الامام عليهالسلام : أنت جابر؟ قال : نعم سيّدي أنا جابر ، فقال عليهالسلام : يا جابر ههنا ذبحت أطفال أبي.
هنا رأيت أبي في التراب منعفرا |
|
وصحبه حوله صرعى على الترب |