يجزر القصّاب الغنم حتى ساخت الأقدام بالدم ، وقتل أبناء المهاجرين والأنصار وذرّية أهل بدر ، وأخذ البيعة ليزيد بن معاوية على كل من استبقاه من الصحابة والتابعين على أنه عبد قنّ لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
قال ابن أبي الحديد : هكذا كانت صورة المبايعة يوم الحرّة إلّا علي بن الحسين بن علي عليهالسلام ، فإنّه اعظمه وأجلسه معه على سريره وكان ذلك بوصية من يزيد بن معاوية.
وذكر أبو المؤيد أبو الفداء في تاريخه قال : وأباح مسلم مدينة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثة أيام يقتلون فيها الناس ويأخذون ما بها من الأموال ويفسقون بالنساء.
وعن الزهري : أنّ قتلى الحرّة كانوا سبعمائة من وجوه الناس من قريش والمهاجرين والأنصار ، وعشرة آلاف من وجوه الموالي (١).
هذه أفعال يزيد وأتباعه بالاُمّة ، وكان قد حكم ثلاث سنين ، ففي السنة الأولى قتل الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنّة وريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي السنة الثانية أباح المدينة وقتل فيها أولاد المهاجرين والأنصار ، وأكثر فيها السفك والهتك ، وفي السنة الثالثة رمى الكعبة بالمنجنيق حتى أحرق أستار الكعبة. (٢)
__________________
(١) كانت وقعة الحرّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستّين من الهجرة.
(٢) (فائدة) : كان جابر بن عبدالله الأنصاري يومئذ قد ذهب بصره ، فجعل ينادي في أزقّة المدينة : بعس من أخاف الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال له رجل : ومن أخاف الله ورسوله؟ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي ، فحمل رجل عليه بالسيف فترامى عليه مروان فأجاره أن يدخله منزله ويغلق عليه بابه.
(فائدة) : وهجموا على أبي سعيد الخدري داره ، وكان الذي هجم عليه نفر من أهل الشام. فقالوا له : أيها الشيخ من أنت؟ قال : أنا أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقالوا : ما زلنا نسمع عنك قبحظك أخذت في تركك قتالنا ، وكفّك عنا ، ولزوم بيتك ، ولكن أخرج =