بكرامة الله ، ثم كسر جفن سيفه وتقدم نحو أهل الشام وهو يقول :
إليك ربي تبت من ذنوبي |
|
وقد علاني في الورى مشيبي |
فارحم عبيدا غرما تكذيب |
|
واغفر ذنوبي سيّدي وحوبي |
قال حميد بن مسلم : حملت ميمنتنا على ميسرتهم ، وحملت ميسرتنا على ميمنتهم ، وحمل سليمان في القلب فهزمناهم ، وظفرنا بهم ، وحجز الليل بيننا وبينهم ، ثم قاتلناهم في الغد وبعده حتى مضت ثلاثة أيّام ، ثم أمر الحصين بن نمير أهل الشام برمي النبل ، فأتت السهام كالشرار المتطاير ، فقتل سليمان بن صرد ، ثم أخذ الراية المسيب بن نجبة ، فجعل يقاتل ويقول :
قد علمت ميّالة الذوائب |
|
واضحة الخدّين والترائب |
إنّي غداة الروع والتغالب |
|
أشجع من ذي لبدة مواثب |
قطّاع أقران مخوف الجوانب
* * *
فلم يزل يقاتل حتى تكاثروا عليه فقتلوه ، ثم أخذ الراية عبدالله بن سعد بن نفيل ، فحمل على القوم وهو يقول :
ارحم الهي عبدالله التوّابا |
|
ولا تؤاخذه فقد أنابا |
وفارق الأهلين والأحبابا |
|
يرجو بلك الفوز والثوابا |
فلم يزل يقاتل حتى قتل ، ثم تقدم أخوه خالد بن سعيد بالراية ، وحرّض أصحابه على القتال ، وقاتل حتى قتل ، وتقدم عبدالله بن وال ، فأخذ الراية وقاتل حتى قطعت يده اليسرى ، ثم استند إلى أصحابه ويده تشخب دماً ، ثم كرّ عليهم وهو يقول :
نفسي فداكم اذكروا الميثاقا |
|
وصابروهم واحذرو النفاقا |
لا كوفة نبغي ولا عراقا |
|
لا بل نريد الموت والعناقا |