وإن كان الأقوى عدمه (١) فيكفي المستقبل ، والجملة الخبريّة ، كأن يقول : (أُزوّجك) أو (أنا مُزوّجك فلانة).
كما أن الأحوط تقديم الإيجاب على القبول ، وإن كان الأقوى جواز العكس أيضاً (٢).
______________________________________________________
الصراحة ، كما يؤكده ما ورد في المتعة من الإنشاء بغيرها.
على أن دعوى كون صيغة الماضي صريحة في الإنشاء ، باطلة من أساسها ، فإنها مشتركة بينه وبين الإخبار ، ولا بدّ في التعيين من القرينة.
ومن هنا فهي لا تختلف عن غيرها من هذه الجهة ، وليست هي صريحة فيه كما ادعيت.
إذن فالصحيح هو ما ذهب إليه جملة من الأصحاب من جواز الإنشاء بغيرها.
(١) على ما اختاره جملة من الأصحاب واستظهرناه.
(٢) فيقول الرجل : (أتزوّجك على كتاب الله وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) ... إلخ) فتقول المرأة : (زوجتك نفسي).
ويدلّنا عليه عدم الدليل على اعتبار تقدّم الإيجاب على القبول ، بعد صدق العقد والمعاقدة مع العكس أيضاً ، إذ لا يعتبر في مفهومه كون الإيجاب متقدماً على القبول.
هذا مضافاً إلى إطلاقات أدلّة النكاح ، وما ورد في بيان كيفية صيغة المتعة من أن يقول الرجل لها : «أتزوّجك متعة على كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) لا وارثة ولا مورثة ، كذا وكذا يوماً» إلى أن قال : «فإذا قالت : نعم ، فقد رضيت ، وهي امرأتك وأنت أولى الناس بها» (١).
فإن موردها ليس هو قيام الرجل بدور الإيجاب والإنشاء وقيام المرأة بدور القبول كما توهمه بعضهم ، وإنما موردها تقديم القبول على الإيجاب ، فإن صيغة (أتزوّجك) من باب التفعل فلا يكون إنشاءً ، وإنما يكون قبولاً متقدِّماً. ومن هنا فقد
__________________
(١) الوسائل ، ج ٢١ كتاب النكاح ، أبواب المتعة ، ب ١٨ ح ١.