انه قد كانت له شيعة بامره عارفون ، وبولايته متمسكون ، ولدعوته منتظرون ، حيث يقول جل وعز (وَدَخَلَ اَلْمَدِينَةَ عَلىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهٰا فَوَجَدَ فِيهٰا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاٰنِ هٰذٰا مِنْ شِيعَتِهِ وَهٰذٰا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغٰاثَهُ اَلَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى اَلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) الآية ، ولما اخبر اللّه تعالى في كتابه انه قد كان لموسى (ع) شيعة من قبل ان تظهر دعوته ، وكانوا بامره متمسكين وان لم يكونوا شاهدوا شخصه ، علمنا ان الحكمة من اللّه سبحانه واتفقت السنة اهل العلم ان موسى (ع) اظهر دعوته بعد رجوعه من عند شعيب (ع) حين سار باهله من بعد السنين التي كان يرعى فيها اغنام شعيب (ع) وكان دخوله المدينة حين وجد فيها الرجلين يقتتلان قبل مصيره الى شعيب وكان القائل به وبنبوته لم يكن يعرف شخصه وكان يفترض على نفسه طاعته وانتظار دعوته ولو لا ان الحجج الذين تقدموا شريعة موسى (ع) اخبروا بما يكون من ظهور موسى (ع) وقتله الفراعنة والجبابرة لما كان فرعون يقتل أولاد بني اسرائيل من طلب موسى (ع) وهو في حجره يربيه ولا يعرفه ولو لم يكن في اخبارهم ما يكون من موسى (ع) من الحكمة التامة لأمسكوا من ذلك حتى يظهر (ع) وقد جاءت الروايات الكثيرة في حجج اللّه تعالى المتقدمة في عصر آدم الى زماننا هذا بانهم كان منهم المستخفون ومنهم المستعلون ومن قبل كانت قصة ابراهيم (ع) مع النمرود كقصة موسى (ع) فانه بث اصحابه الى طلبه ليقتله وهو كان في حال غيبته وكان له (ع) شيعة ينتظرون ظهوره واذا جاز في حكمة اللّه تعالى