عيبة حجة شهرا فقد جازت الغيبة سنة واذا جازت سنة جازت واحدة سنين كثيرة على ما اوجبته حكمة اللّه تعالى واستقامة تدبيره ومن المخالفين قوم يقولون بظهور المهدي (ع) الا انهم يقولون ان الريب واقع عليهم لزعمهم بقاءه من وقت وفاة ابيه الحسن الاخير (ع) الى هذا الوقت فانهم لم يشاهدوا من عمره اكثر من مائة سنة الا وقد خرف وبطل واشرف على الموت وما ذلك منهم الا لقلة فهمهم وقلة ايمانهم بقدرة اللّه تعالى وجهلهم بما قصه اللّه تعالى في محكم كتابه من قصة نوح (ع) وانه لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما فكذلك جائز في حكمته وقدرته ان يعمر الخلف الصالح الهادي المهدي حجته البالغة وكلمته التامة ورايته الباقية (ع) ما شاء واراد على ما توجبه حكمته واستقامة امره الى ان يظهر امره ويتمم به ما وعده اللّه ورسوله (ص).
وروي ان مولانا الحجة صاحب الزمان قام بامر اللّه تعالى سرا الا عن ثقاته في سنة ستين ومائتين وله اربع سنين وستة اشهر وكان المعتمد يصر على طلبه ليطفئ نور اللّه فابى اللّه الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون.
والرواية الصحيحة ان القائم (ع) ولد يوم الجمعة مع طلوع الفجر لاربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين واتفقت الشيعة على ان دلائل حجة صاحب الزمان (ع) تظهر لثقاته وبعض مواليه من الغيبة وان كتبه وتوقيعاته كانت تخرج على يد ابي عمر وعثمان العمري الى الشيعة بالعراق مدة.