المسجد والقوم حافون برسول اللّه (ص) فلما رأوه نهضوا له قياما ، فقال (ص) كونوا على اماكنكم فلما استقر به المجلس ، قام الغلام الامرد قائما دون اصحابه وقال : ايكم الراهب اذا انسدل الظلام ايكم المنزه عن عبادة الاوثان والاصنام؟ ايكم الشاكر لما اولاه المنان؟ ايكم الساتر عورات النسوان؟ ايكم الصابر يوم الضرب والطعان؟ ايكم قاتل الأقران ومهدم البنيان وسيد الانس والجان؟ ايكم اخو محمد المصطفى المختار ومبدد المارقين في الاقطار؟ ايكم لسان الحق الصادق ووصيه الناطق ، ايكم المنسوب الى ابي طالب بالولد والقاعد للظالمين بالرصد؟ فقال رسول اللّه (ص) يا علي اجب الغلام وقم بحاجته؛ فقال (ع) انا يا غلام ادن مني فاني اعطيك سؤلك واشفي غليلك بعون اللّه ومشيئته ، فانطق بحاجتك لا بلغك امنيتك ليعلم المسلمون اني سفينة النجاة وعصى موسى والكلمة الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ، والصراط المستقيم الذي من حاد عنه ضل وغوى ، فقال الغلام : ان معي اخا وهو مولع بالصيد والقنص ، فخرج في بعض الايام يتصيد فعارضته بقرات وحش عشر ، فرمى احداها فقتلها فانفلج نصفه في الوقت وكل كلامه حتى لا يكلمنا الا إيماء ، وقد بلغنا ان صاحبكم يرفع عنه ما نزل به يا اهل المدينة ، وانا القحقاح ابن الحلاحل ابن ابي الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذاهل ابن صعب ، ونحن من بقايا قوم عاد نسجد للاصنام ونقتسم بالازلام ، فان شفى صاحبكم اخي آمنا على يده ، ونحن تسعون الفا فينا البأس والنجدة والقوة والشدة ، ولنا الكنوز من العندح