يمكن أن تملى عليه ، وإذا كان بعض المشركين قد ادعوا أنه تلقاها من بعض الناس في مكة ـ كما يقول بعض المستشرقين الآن ـ فهو لم يثبت اتصاله به ، ولسانه أعجمي ، وهذا كتاب عربي مبين ، وفوق ذلك في القرآن من صادق الأخبار ، ما لم يكن في كتب أهل الكتاب المسطورة ، ولا يأتيه الباطل فيما يقول (١) ، ولست أدري إعجازا بعد هذا الإعجاز (٢).
__________________
(١) محمد أبو زهرة : القرآن ص ٣٦٤ ـ ٣٦٥ ، الباقلاني : إعجاز القرآن ص ٥٣ ـ ٥٤.
(٢) من إعجاز القرآن كذلك إخباره بأمور حدثت في المستقبل ، منها إخباره بانتصار الروم على الفرس بعد أن كانت الهزيمة من نصيب الأولين (الروم ١ ـ ٢) ومنها إخباره بنصر المسلمين في بدر قبل الموقعة الكبرى (الأنفال : آية ٧) وأن ذلك سوف يقع في نفس الوقت الذي سيهزم فيه الفرس أمام الروم (الروم ٣ ـ ٥) ، وغير ذلك من أمور لا يمكن أن تكون حدسا أو تقديرا شخصيا ، وإنما هي من عند علام الغيوب ، كقيام دولة الإسلام الفتية على الأرض (النور ٥٥) وعجز كل القوى عن القضاء عليها (الأنفال ٣٦) والانشقاق بين المسيحيين إلى يوم القيامة (المائدة ١٤) والشتات الإسرائيلي (آل عمران ١١٢) والتفوق المسيحي إلى اليهود حتى يوم القيامة (آل عمران ٥٥) [أنظر : الباقلاني : إعجاز القرآن ص ٧٧ ـ ٧٩ ، تفسير القرطبي ١ / ٧٣ ـ ٧٨ ، الكشاف ٣ / ٢٥٢ ، ٤ / ٤٤٠ ، ٤٤٥ ، مناهل العرفان للزرقاني ٢ / ٢٧٣ ، تفسير الطبري ٢١ / ١٦ ـ ٢١ ، ٢٥ / ١١١ ـ ١١٥ ، تفسير البيضاوي ٢ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، ٤٣٩ ، تفسير الجلالين ص ٢١٥ ـ ٢١٦ (نسخة على هامش البيضاوي) تفسير الألوسي ٢١ / ١٦ ـ ٢٢ ، تفسير الطبرسي ٢١ / ٥ ـ ٩ ، تفسير الفخر الرازي ٢٥ / ٩٥ ـ ٩٨ ، تفسير روح المعاني ٦ / ٩٥ ـ ٩٧ ، تفسير الطبري ٦ / ٤٤٥ ـ ٤٦٤ ، ٧ / ١١٦ ـ ١١٨ ، ١٠ / ١٣٥ ـ ١٤٠ ، ١٣ / ٣٩٨ ـ ٤٠٧ ، ٥٢٩ ـ ٥٣٤ (دار المعارف بمصر) ، تفسير مجمع البيان ٣ / ٩٤ ـ ٩٦ ، ٤ / ١٦٦ ـ ١٦٩ ، ٦ / ٥٤ ـ ٥٥ (دار مكتبة الحياة ، ببيروت ١٩٦١).