المشهورة ، أو ربما كان ذلك بعد حملة العام الثامن التي قضى فيها رعمسيس الثاني على أعدائه ـ سواء أكانوا من الأمراء الأسيويين الثائرين ، أو من الملوك الحيثيين الطامعين ، ذلك لأننا نميل أن ما حدث إنما كان بعد هذه الحملة الأخيرة ، حيث أن الفترة ما بين معركة قادش في السنة الخامسة من حكم رعمسيس الثاني (حوالي عام ١٢٨٥ ق م) ، وبين حملة العام الثامن (حوالي عام ١٢٨٢ ق م) إنما تميزت باندلاع الثورة في كل فلسطين بتحريض من الحيثيين ، وربما بدسائس الإسرائيليين كذلك.
ومن هنا فقد عاد رعمسيس من حملته هذه ، وفي غضب من أحس أنه طعن من وراء ظهره ممن آوتهم مصر بعد تشرد ، وأطعمتهم بعد جوع ، فكان العذاب الأليم صبّه فرعون ، دونما رحمة أو شفقة ، على الإسرائيليين ، حيث أمر بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم ، وفي هذه الأيام العصيبة ولد لبني إسرائيل أمل جديد ، ذلكم هو «موسى بن عمران بن قاهت بن لاوى بن يعقوب» عليهالسلام.
ويعلق أحد علماء الإسلام الأجلاء على هذه الأحداث ، وعلى موقف فرعون منها ، فيرى فضيلته : أن فرعون كان عظيما وكريما في موقفه من بني إسرائيل ، ثم يتساءل فضيلته : ما ذا يفعل أي حاكم ـ عادل أو ظالم ـ في قوم دخلاء غرباء ، وجدوا في بلاده المرعى الخصيب ، والعيش الرطب ، والضيافة الكريمة ، على الرغم من أن أهلها يكرهونهم ، ثم وجدهم بعد ذلك ، وبعد طول الإقامة في بلاده خونة وجواسيس ، ومثار فتن ودسائس وأذنابا لأعدائه ، يعملون على هدم وطنه واستعباد أهله.
وحين سئل فضيلته : أيقتل أطفالهم ، ويستحي نساءهم ، ويسخرهم في تعبيد الطرق ، وبناء المدن ، كما فعل فرعون؟
أجاب فضيلته : وهل هذا يعد شيئا إذا قيس بما وقع عليهم من «نبوخدنصّر