إن سياق القصة في القرآن الكريم لم يتعرض لاسم هذا الشيخ ، ذلك لأن التحديد التاريخي ليس هدفا من أهداف القصة في القرآن الكريم ، ولا يزيد في دلالتها شيئا ، وأما التوراة فجد مضطربة في اسم هذا الشيخ ، وكذا قبيلته ، فمرة هو يثرون كاهن عديان ، ومرة هو حوباب بن رعوئيل ، ومرة ثالثة هو رعوئيل نفسه ، وقبيلته مرة هي قبيلة مديانية ومرة أخرى هي قينية ، ومرة ثالثة تأكيد على أنها قينية ، حتى زعم البعض أن بني القيني ربما كانوا مديانيين (١).
هذا وقد اختلف علماء المسلمين في صهر موسى عليهالسلام ، فذهب فريق إلى أنه شعيب عليهالسلام ، نبي مدين ، قال بذلك الأئمة الحسن البصري ومالك بن أنس والنسفي وابن الأثير (٢) ، وقال ابن كثير (٣) : جاء ذلك مصرحا به في حديث في إسناده نظر ، وصرح طائفة بأن شعيبا عليهالسلام عاش عمرا طويلا ، بعد هلاك قومه حتى أدركه موسى عليهالسلام وتزوج ابنته ، وروى ابن أبي حاتم وغيره عن الحسن البصري أن صاحب موسى عليهالسلام هذا ، اسمه شعيب ، وكان سيد الماء ، ولكن ليس بالنبي صاحب مدين ، وقيل إنه ابن أخي شعيب ، وقيل ابن عمه ، وقيل رجل مؤمن من قوم شعيب ، وقال آخرون كان شعيب قبل زمان موسى بمدة طويلة لأنه قال لقومه «وما قوم لوط منكم ببعيد ، وقال ابن عباس وأبوه عبيدة بن عبد الله اسمه «يثرون» ، زاد أبو عبيدة : وهو ابن أخي شعيب ، وروى ابن جرير عن ابن
__________________
(١) خروج ٢ / ١٦ ـ ١٨ ، ٣ / ١ ، عدد ١٠ / ٢٩ ، قضاة ١ / ١٦ ، ٤ / ١١ ، وكذا
٦١٦.p ، ١٩٠٨EAE ,I ، وكذاJ.Hastings,Encyclopaedi Biblica ,p.
(٢) تفسير النسفي ٣ / ٢٣٢ ، مختصر تفسير ابن كثير ٣ / ١٠ ، صفوة التفاسير ٢ / ٤٣١ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٩٣ ، الكامل لابن الأثير ١ / ٩٩ ، مروج الذهب للمسعودي ١ / ٦١ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٤.
(٣) ابن كثير : البداية والنهاية ١ / ٢٤٤.