وصل بالبعض إلى أن يتعسفوا له الحلول ، وأن يتكلفوا النظريات ومن هنا قامت نظرية تنادي بأن فرعون قد غرق في البحر الأحمر ، مع خلاف على المكان الذي وقع فيه هذا الحادث العظيم ، فهناك ما كان يفكر فيه الحجاج المسيحيون القدامى ، وهو الطريق الشمالي لخليج السويس ، قرب مدينة السويس الحالية (١) ، وهناك من يرون أن البحر الأحمر كان يمتد إلى الشمال بعد خليج السويس الحالي ، ومن هؤلاء علماء الحملة الفرنسية (١٧٩٨ ـ ١٨٠١ م) الذين افترضوا أن خليج السويس كان في العصور اليونانية يمتد شمالا حتى بحيرة التمساح الحالية ، ثم جاء «لينان دي بلفون» وقام بدراسة برزح السويس ، والمنطقة التي تليها حتى البحر المتوسط في الفترة ما بين عامي ١٨٢١ ، ١٨٤٠ م ، وذهب إلى أن تربة البحيرات المرة قبل أن تملؤها المياه قبل حفر قناة السويس ، كانت بها أصداف ونباتات لها مثيل على ساحل البحر الأحمر ، ومن ثم فقد رأى أن مياه البحر الأحمر كانت تغطي هذه الأماكن في فترة غير بعيدة جدا ، لا تمتد إلى أبعد من العصور التاريخية (٢) ، بل وزاد البعض فذهب إلى أن خليج السويس ربما كان في الألف الثانية قبل الميلاد (حيث تم الخروج في أخرياته) ما يزال على اتصال بالبحيرات المرة ، بل ومع بحيرة التمساح كذلك ، هذا فضلا عن أن بحيرة البلاح إنما كانت على اتصال بالبحر المتوسط ، ومن ثم فقد كان هناك برزخ ضيق نسبيا بين بحيرة التمساح وبحيرة الملاح ، لعل الحادث العظيم كان قد وقع فيه (٣).
ويتشكك كثير من العلماء ، ومنهم جادرنر وكوثمان ، فيما قدمناه آنفا ،
__________________
(١) قاموس الكتاب المقدس ١ / ١٦٤ ، وكذاMartin Noth ,the History of Istrael ,London ١٩٦٥, ١١٦.p ،.
(٢) E.Noville ,in JEA , ٤٨ ـ ٣٦.p ، ١٩٢٤ ، ١٠.
(٣) M.Noth ,oP ـ cit ,P. ١١٦.