التوراة والإنجيل والقرآن العظيم إنما تجمع كلها على أن الفرعون قد غرق في البحر عند ما أراد اللحاق ببني إسرائيل (١).
والقرآن العظيم لا يحدد زمنا بعينه للحادث الجلل ، ذلك لأن التحديد التاريخي ، كما هو معروف ، ليس هدفا من أهداف القصة القرآنية ولا تزيد في دلالتها شيئا ، وأما الحديث النبوي الشريف ، فليس فيه ، على قدر ما أعلم ، سوى أن الحادث الجليل إنما كان يوم عاشوراء ، فلقد روى البخاري ومسلم والنسائي والبيهقي عن ابن عباس قال : قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة ، واليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ما هذا اليوم الذي تصومونه ، فقالوا : هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : وأنتم أحق بموسى منهم فصوموه» وأخرج أبو يعلي وابن مردوية عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء» ، وأخرج الإمام أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، من طرق ، عن ابن عباس أنه قال : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فقال : ما هذا اليوم الذي تصومون ، قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله عزوجل فيه بني إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى عليهالسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أنا أحق بموسى منكم ، فصامه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمر بصومه» (٢).
وأما التوراة فلا تذكر إلا أن الخروج حدث في شهر أبيب (٣) ، وهو
__________________
(١) أنظر : محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٤١٣ ـ ٤٣٦.
(٢) تفسير الدر المنثور ١ / ٦٩ ، تفسير النسفي ٢ / ٧٣ ، تفسير الخازن ١ / ٥٩ ، تفسير ابن كثير ١ / ١٣٨ ، ٢ / ٦٦٧ ـ ٦٦٨ ، صحيح البخاري ٣ / ٥٦ ، ٥٧ ، ٦ / ٩١ ، صحيح مسلم ٨ / ٩ ـ ١٠ ، مسند أحمد ١ / ٢٩٢ ، ٣١٠ ، مجمع الزوائد ٣ / ١٨٨ ، المطالب العالمية ص ٣٤٦٧ ، تفسير القرطبي ص ٣٣٣.
(٣) خروج ١٣ / ٤.