قبل دخولهم مصر موحدين ، على ملة إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قال تعالى على لسان يوسف : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (١) ، ومن ثم فعبادة الهكسوس للحمار أو عدم عبادتهم لا تفيدنا في معرفة العلاقة بين اليهود والهكسوس كما أنه ليس هناك من دليل على أن اليهود عبدوا الحمار في مصر.
ومنها (رابعا) أن استخدام العربة والحصان في عصر الهكسوس لا يدل أبدا على أن اليهود هم الهكسوس ، وإن كانت الأسماء كنعانية وليس الكنعانيون هم اليهود على أية حال ، ومع ذلك فهناك من يرى أن الحصان ، وربما العربة التي تجرها الخيل ، قد عرفا في وادي النيل ، وفي ميز وبوتاميا ، قبل عصر الهكسوس (٢) ، بل ويذهب أمري» أن ذلك كان منذ أيام الدولة الوسطى ، فقد عثر في حفرياته في منطقة بوهن (وادي حلفا) في عام ١٩٦٢ م على هياكل دفنت في مستويات قديمة من أحد الحصون المصرية حددها بعصر الدولة الوسطى ، وإن لم يعرفوا العربة ، وإن كان أستاذنا المرحوم عبد المنعم أبو بكر (١٩٠٧ ـ ١٩٧٦) طيب الله ثراه ، يرد هذا المستوى إلى عهد الدولة الحديثة (٣) ، هذا فضلا عن أن هناك من يرى أن الهكسوس لم يستخدموا الحصان حتى فترة متأخرة جدا من حكمهم ، وأن أقدم نص يشير إلى ذلك إنما يتحدث عن طرد الهكسوس ، وأما المقابر التي وجدها «بتري» في تل العجول بجنوب فلسطين ، وقد دفنت فيها الحمير مع الخيول ، مع الموتى من الآدميين ، وأنها تدل على استخدام الهكسوس للحصان ، فهي
__________________
(١) سورة يوسف : آية ٣٨.
(٢) W. Hayes, Egypt from the Death of Ammenemes II, to Sequenenre, II
p ١٨. ،. ١٩٦٥ Cambridge,
(٣) عبد العزيز صالح : مصر والعراق ص ١٩٠ ، نجيب ميخائيل : المرجع السابق ١ / ٤٠٧.