آدم ، وآخرهم محمد صلىاللهعليهوسلم (١) ، وعلى أي حال ، فليس من المستحب الخوض في إحصاء الرسل والأنبياء ، فإنه لا يعلم إلا بوحي من الله تعالى ، ولم يبيّن الله ذلك في كتابه الكريم ، ولا رسوله فيما صح عنه من الخبر (٢) ، غير أن حديث أبي ذر المشهور ، فيما رواه ابن مردوية ، وقد جاء فيه أنه دخل المسجد النبوي الشريف ، فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم جالس وحده ، فسأله عن أشياء ، منها الصلاة والهجرة والجهاد والصيام والصدقة ، ثم قال : يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، قال قلت يا رسول الله : كم الرسل من ذلك ، قال ثلاثمائة وثلاثة عشر ، جم غفير ، كثير طيب ، قلت يا رسول الله : من كان أولهم ، قال : آدم ، قلت يا رسول الله نبي مرسل؟ قال نعم ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ثم سواه قبيلا ، وقد روى هذا الحديث من وجه آخر عن صحابي آخر ، فقال ابن أبي حاتم عن أبي أمامة ، قال قلت : يا نبي الله كم الأنبياء؟ قال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا (٣) ، غير أن هناك رواية عن أنس بن مالك تذهب إلى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث بعد ثمانية آلاف نبي ، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل (٤)
وبدهي أنه ليس في كل هذا ما يشير من قريب أو بعيد ، على أن إخناتون كان واحدا من أنبياء الله الكرام ، وإن كانت آيات القرآن الكريم لا تمنع من أن يكون من الذين لم يقصصهم الله على رسوله صلىاللهعليهوسلم ، وهذا يعني
__________________
ـ ٢١٠ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٤٢٢ ـ ٤٢٨ ، تفسير الكشاف ٣ / ١٨ ـ ١٩ ، تفسير القرطبي ص ٢٠١٤ ـ ٢٠١٥ ، تفسير روح المعاني ٤ / ٨٨ ـ ٨٩.
(١) أنظر : تفسير القرطبي ص ٤٤٧٢ (دار الشعب ـ القاهرة ١٩٧٠).
(٢) محمود الشرقاوي : الأنبياء في القرآن الكريم ص ٢٤.
(٣) تفسير ابن كثير ٢ / ٤٢٢ ـ ٤٢٦ ، مختصر التفسير ١ / ٤٦٥ مختصر التفسير ١ / ٤٦٥ ، ثم قارن سند الإمام أحمد ٥ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، تفسير روح المعاني ٢٤ / ٨٨.
(٤) تفسير ابن كثير ٢ / ٤٢٤ ، مجمع الزوائد ٨ / ٢١٠.