أن سؤالنا ما يزال بغير جواب ، هل كان إخناتون واحدا من أنبياء الله الأطهار؟ أم أنه لا يعدو أن يكون مجرد ملك ثار على دين قومه ، وأتى لهم بدين جديد انتهى بانتهاء حياته؟ في الواقع أنه لا توجد لدى صاحب هذا الكتاب إجابة ، فإنه لا يعلم الغيب إلا الله.
ومنها (ثالثا) أن هذا الرأي يذهب إلى أن فرعون الخروج (فرعون موسى) إنما هو «توت عنخ آمون» طبقا لما صرح به «آرثر ويجال» أو لما ارتآه «فرويد» ، صاحب النظرية ، من أن الخروج تم بعد موت إخناتون بثماني سنوات ، ومن المعروف أن فترة حكم «توت عنخ آمون» كانت ، فيما يرى جاردنر في الفترة (١٣٤٧ ـ ١٣٣٩ ق. م) أو في الفترة (١٣٥٢ ـ ١٣٤٣ ق. م) فيما ترى «كريستيان نوبلكور» ، وكلا التأريخين يقع في الفترة التي حددها «ويجال» (أي في عام ١٣٤٦ ق. م) ، أو ما بين عامي ١٣٥٠ ، ١٣٤٢ ق. م ، فيما يرى فرويد ، غير أن آخر فحص لمومياء «توت عنخ آمون» في عام ١٩٧١ ، قد أثبتت أن الفرعون الشاب كان عمره في لحظة الوفاة فيما بين الثامنة عشرة والعشرين ، كما أثبتت كذلك أنه مات بسبب حادث أو اغتيال ، وذلك من أثر صدمة عنيفة في مؤخر رأسه ، قد تكون ضربة من هراوة أو سقوطا من مرتفع (١) ، ولم يثبت الفحص أنه مات غريقا ، وهو الأمر المؤكد في وفاة فرعون موسى ، كما أشارت إلى ذلك التوراة والقرآن العظيم (٢).
هذا فضلا عن أن أحداث قصة فرعون مع موسى ، وتجبره وعناده وإصراره على الكفر ، ووصف الله تعالى له في القرآن الكريم بقوله تعالى : (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) ، وقوله تعالى :
__________________
(١) ٢١٥ ، ١٧٣.p ، ١٩٦٣. C.D.Noblecourt ,Tutan khamen ,
(٢) سورة يونس : آية ٩٠ ـ ٩٢ ، خروج ١٤ / ٢٦ ـ ٣١.