المصرية «شاسو» ، وهم يمثلون القبائل الأسيوية المحيطة بمصر بصفة عامة ، هذا فضلا عن أن لنا رأيا خاصا فيما يختص بتاريخ الخروج في عهد مرنبتاح ، يتفق وما جاء في القرآن الكريم عن غرق الفرعون في البحر ، وهو ليس في السنة الخامسة على أية حال ، كما سنشير إليه في مكانه من هذه الدراسة.
ومنها (ثالثا) أن تحقيق تاريخ الخروج واحتساب الزمن ، ونتائج الحفريات الأثرية في فلسطين ، إنما تؤيد هذا الرأي ولا تعارضه ، ذلك أننا لو افترضنا أن الخروج كان في السنة الخامسة من عهد مرنبتاح ، كما يقول الكثير من العلماء ، أي في عام ١٢٢٠ ق. م ، ثم عدنا إلى الوراء مدة ٤٣٠ سنة ، وهي المدة التي حددتها التوراة (١) لإقامة بني إسرائيل في مصر ، لوصلنا إلى عام ١٦٥٠ ق. م ، وهو تاريخ دخول بني إسرائيل مصر ، وهو تاريخ يتفق تماما مع عصر الهكسوس ، إلا إذا قبلنا وجهة نظر النص السبتاجوني ، والذي بكلمة واحدة تختزل هذه المرحلة إلى النصف ، وأما التنقيبات الأثرية ، فقد ناقشناها من قبل ، وتبيّن لنا أنه لا يوجد حتى الآن دليل أثري واحد نستطيع أن نحدد به وقت دخول بني إسرائيل أرض كنعان ، بل إن حفائر «فيشر» في بيسان (بيت شان القديمة) قد كشفت عن قلعة مصرية عثر بها على لوحات من عهد سيتي الأول ورعمسيس الثاني ، بل وكذا تمثال لرعمسيس الثالث من الأسرة العشرين ، ويقول «فيشر» إن هذه الآثار إنما تقدم برهانا كافيا على أن بيسان ظلت في أيدي المصريين فعلا ، من عام ١٣١٣ إلى عام ١١٦٧ ق. م ، وقد أثبتت الحفائر المتوالية أن أيدي الرعامسة ظلت قوية باستمرار على الأرض الموعودة (٢).
__________________
(١) خروج ١٢ / ٤٠ ـ ٤١.
(٢) ٨٨.p ، ١٩٢٤ ، ١٠. A.Gardiner ,JEA ,