الصرح (١) ، مما يشير إلى أنهم كانوا يستندون إلى طائفة من الخبر الصحيح ، هذا وقد أعثرتنا حفائر «بتري» في «نبيشة» و «دفنة» غير بعيد من مدينة «بي رعمسيس» عاصمة ملوك الأسرة التاسعة عشرة ، على غير مألوف الفراعين بالبناء بالآجر المحروق ، حيث بنيت به قبور ، وأقيمت به بعض من أسس المنشآت التي ترجع إلى عصر الفراعين : رعمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني ، وقد قال «بتري» إن حرق اللبن ظل نادرا في مصر إلى عصر الرومان ، وهو قول لا يكاد يخالف المفسرين من بدء اتخاذ الآجر المحروق على عهد فرعون موسى ، وهو كذلك من قرائن القرآن الكريم التي نتخذها مطمئنين في تحديد عصر خروج بني إسرائيل من مصر على أيام الأسرة التاسعة عشرة التي بدأت ، كما ألمح القرآن الكريم وأثبتت الحفائر ، تصطنع في بنائها الآجر المحروق (٢) ، والذي نرجح من جانبنا أنه عصر مرنبتاح.
ومنها (سادس عشر) ذلك الحديث النبوي الشريف (٣) ، حيث يروي أنس بن مالك عن سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «خير نساء العالمين أربع ، مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد رسول الله» ، وإذا تذكرنا أن «است نفرت»
__________________
(١) تفسير النسفي ٣ / ٢٣٧ ، تفسير القرطبي ص ٥٠٠٤ تفسير البيضاوي ٤ / ١٢٨ ، تفسير الدر المنثور للسيوطي ٥ / ١٢٩ ، تاريخ الطبري ١ / ٤٠٥.
(٢) أحمد عبد الحميد يوسف : المرجع السابق ص ١٣٨ ، وكذاW.M.F.Petrie ,Nebesheh and Defenneh ,P. ٤٧ ، ١٩ ـ ١٨.
(٣) أنظر عن الحديث الشريف ورواياته المختلفة : تفسير ابن كثير ٢ / ٣٢ ـ ٣٤ ، البداية والنهاية ١ / ٥٩ ـ ٦٢ ، تفسير الطبري ٦ / ٣٩٣ ـ ٣٩٨ ، صحيح البخاري ٤ / ١٩٣ ، ٣٣٩ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٤٣ ، سنن الترمذي ٤ / ٣٦٥ ـ ٣٣٦ ، مسند الإمام أحمد ٣ / ١٣٦ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ٣٨٩ ، المستدرك الحاكم ٣ / ١٨٤.