بمعنى «المنقذ أو المحرر» ، كأن الذين أسموه كانوا يعلمون ما سوف يصير إليه ذلك الطفل اللقيط (١).
هذا وهناك نقطتان أخريان تؤكدان عدم اشتقاق هذه التسمية ، أولهما : أنه من غير المؤكد كون الأميرة المصرية على علم بالاشتقاق في اللغة العبرية ـ هذا إذا كانت هناك لغة عبرية قد ظهرت في هذا الوقت المبكر ، على الأقل من القرن الثالث عشر قبل الميلاد (٢)؟ ـ هذا فضلا عن أن ابنة فرعون ، إنما هي أميرة مصرية ، تتكلم المصرية وتفكر بها ، وما كان لها أن تتحدث العبرية في حياتها وبين مواطنيها ، حتى تتخذ للطفل ـ مع كراهية شائعة للعبريين يومئذ ـ اسما عبريا (٣).
ومن ثم فقد رأى مؤرخ اليهود «يوسف بن متى» أن يرد اللفظ إلى أصل مصري واشتقاق مصري ، مع تقيّده بما ورد في التوراة ، من حيث ارتباط الاسم بما كان من التقاط من الماء ، فقال : إن المصريين يسمون الماء «مو» ويقولون للذي يستنقذ من الماء «أوسيس» ، غير أن حرص يوسف اليهودي على تفسير يكون مصدقا لما جاء في التوراة قد حمله ـ متعمدا ـ على إغفال معنى لفظ أوسيس ، المصحوف عن لفظ «حسى» المصري ، وهو أصلا ـ حتى زمان موسى في الأسرة التاسعة عشرة (١٣٠٨ ـ ١١٨٤ ق. م) ـ بمعنى
__________________
(١) ٤ Tbid ,op ـ cit ,P ..
(٢) كان أسلاف العبرانيين يتكلمون الآرامية قبل أن يستقروا في فلسطين ، ثم بدءوا يتكلمون لغة الشعوب المضيفة لهم ، ففي مصر كانوا يتكلمون المصرية ، وفي كنعان كانوا يتكلمون الكنعانية ، وأما اللغة العبرية ـ والتي كانت خليطا من الآرامية والكنعانية وكثير من اللغات السامية وغير السامية ـ فيرجع تاريخ ظهورها إلى ما قبيل عام ١١٠٠ ق. م (أنظر محمد عبد القادر : الساميون في العصور القديمة ـ القاهرة ١٩٦٨ ـ ص ٢٠٨ ، نجيب ميخائيل : المرجع السابق ٣ / ٣٢ ، فؤاد حسنين : التوراة الهيروغليفية ص ٤).
(٣) أحمد عبد الحميد : المرجع السابق ـ القاهرة ١٩٦٨ ـ ص ٩٠. وكذاS.Freud ,op ـ cit ,P ..